هكذا تحول إريك لوران من صديق للملك إلى صحفي مفترس

الصحفي الفرنسي إريك لوران، الذي ختم مشواره الصحافي بفضيحة ابتزاز ملك المغرب محمد السادس، كان يقدم نفسه باعتباره محاور الملوك والرؤساء.
فقد سبق له أن حاور الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان، والرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

لكن يبقى كتابه الشهير ” ذاكرة ملك” الذي أنجزه عن الملك الراحل الحسن الثاني، أحد أهم انجازاته التي جعلته يوصف بصديق المغرب، قبل ان ينقلب 180 درجة ويؤلف كتابا رفقة صحفية فرنسية كانت مغمورة يهاجمان فيه الملك محمد السادس ويصفانه بالملك المفترس.

درس لوران في جامعة بيركلي الأمريكية وهي واحدة من أرقى جامعات العالم، ليحتل واجهة الاهتمام الإعلامي، حتى صار كل الصحفيين يغبطونه على مساره المهني “المتميز”.

يكاد الوحيد من الصحافيين الأجانب الذين نالوا ثقة الراحل الحسن الثاني، ليفصح لهم عن أسراره الخاصة بنظام حكم المغرب، واختاره لمهمة خاصة ألا وهي تدوين سيرته الذاتية التي أوصى بألا تنشر إلا بعد وفاته بـ 10 سنوات.

لكن واقعة الابتزاز التي كان بطلا لها، تجعل سقوطه المدوي، يعصف بكل ما خطته أنامله على مدى عقود من الزمن، فرأسمال الصحافي هو مصداقيته ونزاهته، وتعففه عن ما يقدمه له الناس.

طالما قدم لوران نفسه على أن الحسن الثاني أطلعه قبل رحيله، على العديد من القضايا ذات الحساسية العالية، مثل: المحيط الملكي، و عائلته الصغيرة، حول وريثه في العرش، ثم قضية الشهيد المهدي بنبركة وقصة أوفقير معه، ثم علاقاته المميزة مع الجسم السياسي الفرنسي.

كان أول اتصال للوران بالقصر الملكي المغربي سنة 1991، حينما انتدبته صحيفة لوفيغارو الفرنسية التي كان ضمن طاقمها، لانجاز حوار مع الراحل الحسن الثاني، بخصوص قضية معتقل تازممارت. بعد أن وضع الإخوة بوريكات شكاية ضد المغرب بإحدى المحاكم الفرنسية.

تطورت هذه المهمة الصحفية، ليطلب منه الراحل الحسن الثاني إنجاز كتاب عن ذاكرة الملك، فقبل الفكرة وشد الرحال إلى إفران لملاقاة الملك وتم الاتفاق على أن تكون صيغة الكتاب حوارا مطولا فيه سؤال وجواب. بعد أن رفضت صيغة فتح الأرشيف التي اقترحها لوران. وتكلف المستشار الملكي اندري ازولاي بترتيب اللقاءات مع الملك.

يقول إريك لوران : “كانت ثمة عدة أسباب وراء تطلع الحسن الثاني إلى ذلك الكتاب ، ذاكرة ملك ، أولا من أجل تمرير رسائل وتوفير المعلومات للرأي العام المغربي، الأمر الذي لم يفعله طيلة 36 سنة من حكمه. إنه أشبه ما يكون بمسار سياسي شامل يروم إضفاء نوع من التناغم والانسجام على فترة حكمه، وثانيا تقديم قراءة أوضح للماضي كما للحاضر والمستقبل. لقد كان ردا على كتاب “صديقنا الملك” لمؤلفه جيل بيرو”.

كان لوران يستغل ثقة رؤساء وزعماء العالم ممن حاورهم أو جالسهم، ويعيد نسج حكايات جديدة، في مقالات أخرى منفصلة على أساس أنها أسرار حصل عليها بطرقه الخاصة.

وتبقى فضيحة لوران وشريكته الصحفية في تأليف كتاب ” الملك المفترس” واحدة من الملفات السوداء في تاريخ بعض الصحافة الفرنسية التي اختصت في ابتزاز عدد من رؤساء العالم.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة