حقائق مُثيرة عن أساليب مغاربة لاصطياد فتيات يتعرين لـ”خليجيين” مُقابل “الحوالة”

يصفها البعض بـ”الانتقام” ورد الاعتبار، ويدرجها الآخرون فيما يسمونه تجاوزا بـ”اللجنة الوطنية لمكافحة عاهرات الخليج”. هي “حملة” أخذت دائرتها تتوسع يوما بعد يوم في مواقع التوصل الاجتماعي، والمجموعات الافتراضية في التطبيق الشهير “واتساب”، وحتى في غرف الدردشة بـ”التولك”. حملة يقوم بها بعض المغاربة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 24 و28 عاما.. يتقمصون شخصية مواطن خليجي غني ويتقنون، بشكل وُصف بـ”الرهيب”، لهجة الدول الخليجية، خاصة من السعودية والإمارات والكويت.. من أجل الإيقاع بضحاياهم ونشر فيديوهاتهن، ومطالبتهن في آخر المطاف بالكف عما يعتبرونه بـ”السعاية الافتراضية لدى الخليجيين”.. “آخر ساعة” حاولت تتبع خيوط هذه “الحملة” ووقفت على معطيات مثيرة.

فضحونا فالخليج وفضحناهم فالداخيل

“شَوهونا عند العرب.. الخليجيين كيعرفوا على المغرب عا الفساد والعاهرات.. وهاد الشي للأسف صحيح، فبعدما قمنا أنا وبعض أصدقائي بالإيقاع ببعض المغربيات، توصلنا إلى أنه كاين بزاف ديال المغربيات ضعاف أمام أموال الخليجيين.. وهذا أمر مؤسف”، هكذا كان يتحدث سعيد (اسم مستعار)، لـ “آخر ساعة”، محاولا تفسير أسباب نشره الدائم في “گروب” فايسبوكي يدعى “HOOS-44″ لمحادثاته مع مغربيات وأطوار استدراجه لهن بغية أن ترسل له مقطع فيديو تظهر فيه عارية وتتغنى باسمه مقابل ما يصطلح عليه بـ”حوّالة”.

وأضاف سعيد أن غيرته على سمعة بنات بلده دفعته، هو وأصدقاؤه، إلى مواصلة ما وصفه بـ”النضال” لفضح كل عاهرة مغربية يسيل لعابها أمام أموال الخليجين. وقال فيما يشبه الحكمة: “الطماع كيقضي عليه الكذاب.. هما طماعات وحنا كنكذبوا عليهم باش نفضحوهم”.

خليجي في الشكل قبل المضمون

من الطرق “الماكرة” التي يعتمد عليها هؤلاء المغاربة للإيقاع بضحاياهم هو إحداث حساب فايسبوكي باسم مستعار من قبيل: “علي بن أحمد قحطان”، أو “إسماعيل شداد عواجة”، ثم يحملون صورة لشاب خليجيي، يحرصون على أن يكون مرتديا “العقال” باللون الأحمر والأبيض، ثم ينشرون جميع صوره الشخصية، كوسيلة لإيهام الضحية بأن صاحب الحساب الفايسبوكي هو شخص حقيقي وليس “فو بروفايل”.. بعدها يبدأ أصدقاؤه (المغاربة) بما يسمونه بـ”حملة الجَمجمة”، إذ يحرصون على تبادل الإعجاب والتعاليق فيما بينهم، وهي طريقة للتمويه فقط..”تقمص شخصية مواطن خليجي يجب أن تكون شكلا أولا قبل المضمون.. لهذا نشدد على ألا نترك أي شيء للصدفة”، يكشف زبير، 23 عاما، أحد مؤسسي “گروب” “X-BANX KSA” والتي تضم أكثر من 1000 (خليجي مزور) لـ “آخر ساعة” قبل أن يضيف: “بعدما تأكدنا من أن جميع أمورنا مضبوطة، وهي عملية قد تصل إلى نصف شهر من النشر والجمجمة، نبدأ موسم التصياد”.

بروكسي وتسبيح وفوقية للإيقاع بالضحية

مشوار “الفيديو العاري” يبدأ بأول منشور لـ”الحساب الخليجي” في مجموعات مغربية في مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالفتيات من قبيل “معا ضدد الملل”، أو “ركن الزواج للجادين فقط”.. المجموعة الأخيرة هي “منبع العاهرات الافتراضي”، حسب ما كشفه لنا زبير، إذ إنه ولوحده تمكن من إيقاع ما يربو عن 11 مغربية، وذلك بإرسالهن، عبر”الواتساب”، مقاطع فيديو تظهرن فيه عاريات وترددن اسمه في دلال وتغنج. لكن كيف يستطيع أن يوهمهن بذلك؟ تسأل “آخر ساعة”، ليجب قائلا: “ساهلة.. من بعد ما تتحدث مع الفتاة في الخاص الفايسبوكي وتحرص على الاعتماد على الحروف العربية في المحادثة، يأتي وقت الاتصال المباشر من خلال تطبيق البروكسي نيميرو، وهو التطبيق الذي يضيف الرقم الدولي (نيگاتيف) إلى رقم الهاتف الشخصي من أجل عدم ترك مجال للشك بأن المتصل ليس مغربيا في الأصل”. وليس هذا الإجراء وحده يكفي لنيل المراد، وإنما ينبغي أن يكون المتصل، خلال مرحلة “الواتساب”، بهيئة خليجي يظهر فقط نصفه السفلي، ماسكا بأصابع يده “التسبيح” وهو جالس على زربية وإلى جانبه علبة “مالبورو لايت” وبعض فناجين القهوة.

“الحوالة” مقابل “الفيديو العاري”

غالبا ماتبادر ضحايا من تلقفن الطعم، بسؤال روتيني يتمحور حول قدرته على بعثه مبلغا ماليا عبر “حوّالة” إلى المغرب، وأنهن بحاجة ماسة إليه لقضاء مآرب خاصة قد تكون عادة ذات بعد إنساني.. أغلب الطلبات تفوق 10 آلاف درهم، أي أن “الفيديو العاري” يساوي هذا المبلغ. أيوب (ت)، 27 سنة، أحد عضاء مجموعة “واتساب” تحمل اسما حركيا يدعى “آل سعود”، كشف لـ “آخر ساعة” عن طريقة وصفها بـ”الفريدة” للإيقاع بضحاياه. قال: “كتهضر معاها بكونط حقيقي تندمك وتبلوكيك، وتهضر معاها بخليجي تبدا هي تسول عليك.. وهي معادلة مختلة وتظهر أن بعض المغربيات يعشقن المال ولو كان على حساب أجسادهن”.

وأضاف أيوب قائلا: “لا أطلب في الوهلة الأولى فيديو لضحيتي عارية أو صورة لها كما ولدتها أمها.. أسألها أولا، بلهجة خليجية، ما إذا كانت تحب الجنس وأنني قادر على بعث أي مبلغ تريده، وإذا طلبت مني أن أرسل لها مبلغا معينا، تكون قد تلقفت الطعم، هنا، أرسل لها صورة من وصل التحويل (حوالة) مزور أستخرجه بسهولة من الإنترنت، وأضيف عليه بعض التعديلات البسيطة، وذلك كي أطلب منها أن تصور مقطع فيديو يتعدى دقيقتين في حمام منزلها وهي تقوم بالعادة السرية وتتأوه وتصرخ باسمي الخليجي…”. وأشار إلى أن هناك بعض المغربيات يرفضن تماما إظهار وجوههن في مقطع الفيديو مفضلين الاقتصار على الجزء السفلي، وهو الأمر الذي يرفضه “الخليجي المزور” ليلح عليهن مرة أخرى ببعث مقطع فيديو واضح تظهرن فيه عاريات من رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن”.

المال مقابل عدم نشر الفيديو

مراحل “الفوز بالفيديو العاري”، يتتبعها أعضاء الـ”الگروبات” الخاصة والسرية في “الفايسبوك” لحظة بلحظة، من خلال نشر الـ”محارب” لـ”سكرين شوت” المحادثة، وغالبا ما تلقى استحسانا ودعما يوصفان بـ”الكبيرين” من لدن من يطلقون على أنفسهم بـ”الجنود”.

ثم بعد نجاح العملية وخداع الضحية يفضل البعض التوقف وعدم مواصلة الحديث مع ضحيته وهناك من يرغب في نشر الفيديو العاري في “الگروب السري” لتلقي التهاني ومواصلة ما يعتبرونه فضح “العاهرات رخيصات اللحم”، في حين هناك البعض يفضل اللجوء إلى ما هو أخطر وهو الكشف عن هويته للضحية ومطالبتها بالإكراه بتعويض مالي غالبا مايساوي المبلغ الذي طلبته الضحية لـ”الخليجي المزور”، وإلا تهديدها بنشره على نطاق واسع، في مجموعات خاصة في تطبيق “الواتساب”، تعج بفيديوهات بمثل هذا القبيل وأشهرها مقطع فيديو ما بات يعرف بـ”ريكسونا”، و”حبيبي أسامة”، و”جزرة علاء”.

أما “جنود” آخرون فيفضلون تقديم النصح مع العتاب والسب والشتم، ومطالبتهن بالكف عما يسمونه بـ”سعاية الخليجيين الافتراضية”، وأنهن شوهن سمعة المغرب لدى العرب.. دون اللجوء إلى نشرهم لمقاطع الفيديو والتي يصفونها بـ”العار”.

يصطادون في البالتولك

البالتولك أو غرف الدردشة الافتراضية هي أول فضاء تدشنت فيه حملة محاربة “العاهرات المغربيات”، من خلال أشخاص مجهولي الهوية، لكن لهم شهرة واسعة في “السلوكا” على حد تعبيرهم.. “حنا مامعروفينش ومابغيناش نتعرفوا.. فقط هدفنا هو شن الحرب على العاهرات…”. يقول “zirawi”، الاسم المستعار لأحد أشهر رواد موقع “البالتولك” في غرفة “ماروك طلع دافع على راسك”، وهي الغرفة التي أشتهر فيها أيضا “سي المونادي” و”ستيفن”، اللذان يعدان من “المحاربين القدامى”.. طريقتهم تختلف في اصطياد ضحاياهم نوعا ما عما يقوم به “الفايسبوكيون” و”الواتسابيون”.. طرق تقتضي ببعث، في غرفة الدردشة، رقم هاتف إحدى العاهرات، من طرف “user”، ويبادر صاحب الـ”مايك” ببربطه اتصالا هاتفيا ويسمى “فري فون”، معها لمحاورتها واستدراجها ورغبته في قضاء ليلة حمراء معها، وإغرائها بقدر معين من المال، وأنه يملك سيارة من الطراز الرفيع وأموال كثيرة، كما يعتمد على معلومات مسبقة يكون قد أطلعه عليها “user”، كاسمها والأماكن التي ترتاد عليها ومعطيات أخرى شخصية.. بعد موافقة “الضحية” هاتفيا على طلب “الزبون البالتوكي”، تبدأ ما يسمونها بـ”فقرة السبان”، ولك أن تتخيل أنواع السباب الذي يشنف مسامعها، مطالبا إياها بإعلان التوبة والعمل بشرف وبعرق الجبين وليس بشيء آخر. تغلق الخط ليعاود الاتصال مرة ومرات كثيرة للضغط عليها بأنه سيفضحها ويشهّر بها في كل مكان، كتهديد للحد من ظاهرة مما يعتبرونه “الفساد” والعاهرات.

مغربيات في أشهر مواقع البورنو

المواقع البورنوغرافية، أو ما يسميها العرب مجازا بـ”المواقع الزرقاء”، أصبحت تولي أهمية كبيرة لمقاطع فيديو المغربيات اللواتي وقعن ضحية “خليجيين مزورين” أو لمغاربة يصورون علاقاتهم الجنسية، ويتباهون بها في المجموعات “الواتسابية”.. هذه المقاطع تنتشر بسرعة لدى عدد هائل من مستخدمي تطبيق “واتساب” من الصعب السيطرة عليها.. ويطالبون كل يوم بنشر المزيد من المقاطع، من خلال بعث كلمة “UP” وهي اختصار لكلمة “upload” أي تحميل.. مقاطع غدت صيدا ثمينا بالنسبة للمواقع الإباحية، بل إنها خصصت مكتبة خاصة للفيديوهات المغربية، والتي تلقى مشاهدات عالية يظهرها عداد مشاهدات الفيديو قد تصل إلى 13 مليون مشاهد من مختلف بلدان العالم.

عاهرات نادمات

بعض المغربيات من وقعن في “فخ” مقاطع الفيديو “العاري”، والتي يحملونها المغاربة بشكل “جنوني” أصبن بحالة من الندم، بل إن هناك من وصلت بها درجة الندم إلى التفكير في الانتحار. أيوب (ت)، أحد أعضاء مجموعة “آل سعود”، قال إنه بعض فضحه لكل مغربية غالبا ما تتوسل إليه كي لا يفضح أمرها بل تعرض عليه مبلغا ماليا قد يصل إلى 30 ألف درهم كي لا يفتضح أمرها. واستدرك أيوب موضحا: “لا أسعى إلى نشر الفيديو في حالة أحسست بندمها، لكن، هناك من تفضل أن تنعتنا بأقدح الصفات بعد أن نكشف عن هويتنا ونتحدث معها بالدارجة المغربية.. لهذا هنا يبقى المجال مفتوحا إما النشر وفضح أمرها أو التستر على الفضيحة”. وأشار إلى أن بعض المغربيات يكتفين بحظر الرقم الهاتفي وإغلاق الحساب الشخصي الفايسبوكي دون سب أو شتم وهو ما يرجح أنها وقعت في وقت سابق ضحية أحد “جنودنا”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة