“أحواش جاز” عمل موسيقى يعيد الاعتبار لتراث منسي ويدفع به إلى العالمية

أخرج عازف الساكسفونيست المغربي عبدالحق مبروك أول عمل موسيقي يتشغل على موسيقى “أحواش” و”يمزجها” بالجاز، ليخرج إلى النور ألبوما غنائيا فريدا من نوعه، يعتمد كما قال على موسقتين شعبيتين هما “أحواش” و”الجاز”.

وتلعب آلة “الساكسفون” العمود الفقري للألبوم المكون من عشر أغان، وقال العازف المغربي ابن مدينة وارزازات، إنه تعلم المبادئ الأولى في طفولته في مدينة وارزازات، وأنه تربى بموسيقى أحواش، وأنه والده من علمه النفخ في الناي، وأنه طوال مسيرته كعازف متنقل بين القارات، كان كلما كشف لون موسيقاه الطفولية لأفراد الفرق كانوا يسألونه، لما لا يتشغل على إيقاعات “أحواش”.

وأضاف مبروك في ندوة صحافية عقدها في مدينة مراكش  مساء الجمعة 24 مارس، أن الاشتغال على موسيقى كناوة بالساكسفون تطلب منه 8 سنوات من البحث، وقال “لم يكن أمرا أن نجد ميزان أو إيقاع موحد، ولأنه كنا نشتغل مع فرقة “أحواش” مكونة من ما يزيد عن 40 فردا، فإن الأمور لم تكن سهلة البتة، خصوصا أننا كنا نسجل المقاطع الصوتية كما تعزف وكما تؤدى.

ويعرف ألبوم “أحواش جاز” حضور فرقة أحواش من مدينة وارزازات وحضور آلة الرباب والوتر والبيانو والساكس.

وقال الباحث في التراث الأمازيغي عمر لمرابط إن موسيقى أحواش تعرضت للإقصاء، وأنها لم تنل حقها من الاهتمام كما هو الشأن للأندلسي أو الملحون، وأوضح قائلا “في الاصطلاح يقال يالله أتحوشت، وتعني هيا لنزل الهم، فهو فن تراثي مركب يتكون من عناصر مترابطة ارتباطا عضويا، هناك الغناء ثم الإيقاع والرقص”.

ويضيف لمرابط في مداخلته خلال تقديم ألبوم “أحواش جاز”، أن أحواش في نهاية المطاف فن له وظائف اجتماعية، وهو أقرب إلى حلقة لنقاش المشاكل الاجتماعية، فغالبا ما يلجأ سكان الدوار إلى إقامة أحواش في الليل، لتكون مستقر راحة وترفيه نفسي وفني بعد يوم شاق، ويقول الباحث “المخافة هي أن يجري تنميط أحواش، أي أن يحول إلى مجرد فلكلور، فلا وجود لأحواش بمعناه الحقيقي في النهار، ثم إن النساء فيه أحواش الحقيقية، ليسوا منمطات، ليسوا في لون وثوب واحد، فأحواش في الثقافة الأمازيغية، هو يوم عرس للمرأة، حيث تتنافسن في جمالية اختيار الألولن والثياب، وأن تسعى كل واحدة إلى التفوق على الأخرى، في أحواش يجري الرقص والغناء عبر دائرتين، واحدة للرجال وتكون  مغلقة، ثم دائرة خاصة بالنساء وهي غير مغلقة. وبين الدائؤتين تتقد نار هي للنور وخلق الدفء”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة