لماذا اختار العثماني ميدي 1 تيفي في أول خروج تلفزيوني؟

تستضيف قناة ميدي1 تيفي ليلة السبت 29 أبريل 2017 ، رئيس الحكومة سعد الدين العثماني في أول خروج تلفزيوني. اللقاء روجت له القناة بشكل جيد باعتباره سبقا يجب استثماره والتفاخر به. كما أن المرور الأول له قيمته ورمزيته التي لا يمكن تجاهلها .
مع ذلك يبقى هذا الاختيار مفاجئا، لعدة أسباب :
أولا، لأن المنطق يقتضي أن يتواصل رئيس الحكومة مع المواطنين على قناة عمومية وليس عن طريق قناة خاصة.
ثانيا لأن المنطق يقتضي أيضا أن يتواصل رئيس الحكومة مع المواطنين من خلال قناة تتمتع بنسبة مشاهدة مهمة، والقناة الأولى مثلا، لن تمانع في استضافة العثماني على بلاطو نشرة الاخبار الرئيسية، باعتباره الموعد الأكثر مشاهدة على الإطلاق. في المقابل نجد نسب مشاهدة ميدي 1 تيفي هزيلة جدا مقارنة مع منافساتها (لطبيعتها كقناة إخبارية لا تتمتع بهوية قارة).
إذن من المشروع طرح هذا السؤال الملح الذي تتفرع عنه أسئلة أخرى لا تقل أهمية : لماذا اختار العثماني ميدي 1 تيفي في أول خروج تلفزيوني؟
هل هذا يعني أن العثماني لا ينظر إلى ميدي 1 تيفي كقناة خاصة، بل قناة عمومية بنفس مغاير ولمسة شكلية مختلفة؟
هل يسعى العثماني إلى تمرير خطاب أوسع من النطاق المغربي ويريد الحديث إلى الشركاء والجيران عبر ميدي 1 تيفي؟
هل يفضل العثماني الابتعاد عن “تلفزيون الدولة” الذي سيستضيفه باعتباره رئيسا للحكومة تفرض دفاتر التحملات نقل تدخلاته، في حين تستقبله القناة الخاصة باعتباره فاعلا سياسيا يمتلك جاذبية ومشروعية.
للإجابة علينا أن نعود قليلا إلى الوراء. حيث طبعت المعارك والحروب علاقة حزب العدالة والتنمية مع الإعلام العمومي انطلاقا من معركة دفاتر التحملات إلى غزوة جانيفر لوبيز المباركة.
لكن في المقابل كانت العلاقة مع القناة الطنجاوية هادئة، وبالتالي من الأفضل الاستفادة من التجربة الموفقة لبنكيران مع يوسف بلهايسي، صحافي ميدي 1 تيفي، وتجنب المرور في برنامج « سيء الذكر» محمد التيجيني، أو في قناة يتهمها البيجيديون ب”الكفر والزندقة”.
ولنفهم أكثر يجب أن نبحث عن العامل le facteur الثابت بين تجربة بنكيران وتجربة العثماني، هنا يبرز اسم مصطفى الخلفي الذي دفع، في وقت سابق، عبد الإله بنكيران إلى استعداء الاعلام العمومي، وهو نفسه الآن المقرب من العثماني والناطق باسم الحكومة بعد أن قلب الفيستة وتنكر لعراب الأمس.
لنقل إن سعد الدين العثماني يحمل في داخله الجينات نفسها الموجودة عند رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران أو حتى عند وزير الاتصال السابق، الناطق الرسمي الحالي باسم الحكومي الذي حاول تدمير التلفزيون العمومي، ودخل في مواجهة مع المسؤولين عن القنوات، وجعل منهم أعداء رفضوا تصريف منظور معين عن الإعلام. أي أن الحزب برمته ينظر إلى التلفزيون العمومي ك”عدو” يتصيد أخطاءه ويتحين الفرصة للإجهاز عليه.
الخلاصة هي أن العثماني بعث رسالة غير ودية للإعلام العمومي بل إن الرجل، المهادن بطبعه، أعلن عن قصد أو دون قصد عن بداية خصومة وعداء يحرك خيوطها مصطفى الخلفي من وراء حجاب… ففي التلفزيون كما في الهوى .. « ما الحب إلا للحبيب الأول ».

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة