بلال مرميد يكتب : خسئتم!

عدت للتو للمغرب..

أمس صباحا تكلمت عن النجمة “ديان كروغر” و دورها في الفيلم الجديد ل”فاتح آكين” الذي حرك العالم،و مساء شاهدت عندنا بعضا من ممثلات يهرجن كعادتهن و هو أمر يتقنه و لا ينافسهن في ذلك منافس.البادي أنه من كثرة المسخ التلفزيوني و السينمائي المنتشر،لم تعد بعض منهن يكتفين بالتهريج بل عبرن للترامي على حرف أخرى.إحداهن تقول للمحيطين بها بأنها تكتب السيناريوهات و تمثل في الآن و تنال أجر وظيفة عمومية لا تمارسها إلا في الوقت الضائع،و الثانية لم ترغب في أن تفوت الفرصة و عبرت للاعتداء على الإخراج و لها هي الأخرى وظيفة تقتات من فتات .هذا التسيب يفسح المجال للرداءة لتنتصر بحصة عريضة،و هذا التسيب يجعل الكثير من ممثلينا و ممثلاتنا في حالة تيه.لا داعي للتسرع،فنحن هنا لا نتكلم عن اشخاص افتراضيين،بل عن أناس لن يكون بمقدورهم مستقبلا التراجع لأنهم ألفوا هذا الوضع،و بالتالي تجد ممثلا عاديا جدا و قد صار مخرجاً لعملين يعرضان في شهر رمضان.في الوقت الذي كنا ننتظر أن يمتحن فيه هؤلاء و نعرف إن كانوا أصلا يصلحون للتمثيل الذي لم يثبتوا فيه الكثير،صاروا يبحثون عن أيسر الطرق لربح المال و تقديم التفاهات.مسلسل في الجزء الثاني لا تدري إن كان أصحابه يستوعبون ما يرتكبونه في حق المهنة،و كل طرق السيناريو موصدة و تؤدي للأسى الذي يبعث على الأسى.ترقيع و تشويه للإخراج و استهتار بالتمثيل،و الخلطة تكتشفها في أمسية مشاهدة واحدة.أعرف بأن أعمالا أخرى أكثر إتقانا و احتراما للمشاهد تم تصويرها و تم تقديمها للمعنيين،لكن كالعادة تم اختيار الأكثر رداءة ليعرض على الأنظار في الشهر الفضيل.لا داعي للتسرع،لأننا في الأيام المقبلة سنتناول كل عمل بالإسم و هو واجب.كل ما نتطرق له طيلة العام و يرى فيه كثيرون قسوة على الفنان المغربي،تثبت الأشياء التي تعرض حاليا بأنني كنت رحيما بوهنهم.كاميرا خفية أثبتنا بالدليل بأنها غير خفية و لم يعد يخفى على كثيرين بأنها مفبركة،و حتى حين تخفى بعض من تفاصيلها على المشارك فيها فهي تكون عبيطة.ضمن ما يتحفنا به هؤلاء سيتكوم سأعود للحديث عنه لاحقا،و التهريج عملته الأولى إضافة للتبخيس و الاستهتار بخاصيات مناطق معينة في البلد.بهرجة و شطحات و نط يبدأ و لا يتوقف،أو نقل حرفي رديء لأعمال أجنبية.ينسى السارق بأن الاكتفاء بإضافة بهارات شعبوية لا يفيد في شيء،و المشاهد يعرف كل التفاصيل.ثم ماذا بعد؟الاختباء وراء أرقام المتابعة تصيبني كما تصيب مثيرين بنوبات ضحك كالبكاء.سأشرحها كما يشرح المعلم تفصيلا بسيطا لتلميذ الصف الأول:أيها المنتجون المنفذون،الناس يشاهدون في كل الأحوال التلفزيون في شهر رمضان.إذا قدمت أعمال محترمة،فأرقام المتابعة سترتفع أكثر و أكثر.هل الأمر واضح أم سيتم اللجوء للتبرير بالشعبوية و البهرجة مرة أخرى أو مهاجمة من يفضح هذه الممارسات المرهقة لنا جميعاً؟

سأعود للموضوع بشكل مطول في بداية الأسبوع المقبل،و سأخصص لكل عمل يقترف و يرتكب ركناً خاصا.يضربوننا برداءتهم،و يجبروننا على الانتباه لها في وقت الذروة.أخذوا نصيبهم من المال و الوقت الكافي للاستهتار،و الآن يحق لنا أن نأخذ الوقت الكافي للتصحيح و الاستنكار. للأسف الشديد،لا يمكن بهذه الطريقة ان نشاهد “ديان كروغر” مغربية مستقبلا،بل يستحيل أن نشاهد بطريقة الاشتغال المبنية على الاسترزاق عملا محترما من ربع ساعة.هناك ممثلون أكفاء ينتظرون فقط أن يمنحوا الفرصة لإثبات قدراتهم،أما ما يقترح عليهم حاليا فهو لا يستحق مني أن أحرك قلمي و لا يستحق منكم الدقائق الثلاث التي استنزفتها من وقتكم الثمين في هذا الشهر الفضيل.

خسئتم!

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة