حسني بنسليمان : تحديات كبرى تنتظر اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية في الفترة 2017-2020

أكد حسني بنسليمان رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية المنتهية ولايته أن تحديات كبرى تنتظر اللجنة ومعها الأسرة الرياضية المغربية في الفترة الأولمبية المقبلة 2017-2020 ، معربا عن قناعته الراسخة بأنه يمكن رفع تلك التحديات بنجاح بفضل “روح التآزر والالتزام الوطني”. وتوقف السيد بنسليمان، في كلمة افتتاحية خلال الجمع العام الانتخابي للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، المنعقد اليوم الأربعاء بالرباط، عند أبرز المحطات التي بصمت الولاية الماضية للجنة ومنها إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005 والرسالة الملكية الموجهة للمناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات سنة 2008، والتوجيهات الواردة في دستور 2011 “والتي شكلت رسائل قوية” رسمت خارطة الطريق بالنسبة لأسرة الرياضة المغربية.

وقال بنسليمان، الذي تولى رئاسة اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية منذ سنة 1993، إن هذه المؤسسة وعيا منها بالرهانات الأساسية المرتبطة بتنمية عقلانية ومتناغمة للرياضة الوطنية لم تتوقف عن اتخاذ خطوات طوعية وتشاركية، بتعاون وثيق مع السلطات العمومية، ولاسيما وزارة الشباب والرياضة.

وذكر بحرص اللجنة الشديد على التأسيس ل “حوار مستدام وبناء” على أساس تعاون وثيق في سبيل “خلق علاقات تآزرية” بين السلطات العمومية والحركة الرياضية “تنتظم في مناخ مبني على الثقة المتبادلة”. واستعرض السيد حسني بنسليمان أبرز الإنجازات التي حققتها اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية في السنوات الأخيرة ومنها وضعها هياكل للتكفل بالرياضيين المغاربة من المستوى العالي وإعدادهم ومشاركتهم في المنافسات الرياضية الدولية، معتبرا أن النتائج المسجلة أفرزت جيلا جديدا من الرياضيين الذين يملكون إمكانيات واعدة.

وذكر بتوقيع اللجنة اتفاقية شراكة مع وزارة التربية الوطنية تستهدف بالأساس نشر القيم الرياضية والروح الأولمبية لدى التلاميذ في مجموع المؤسسات التعليمية، وذلك إيمانا منها بأن تنمية الرياضة الوطنية مرتبطة بفعالية ونجاعة برامج التربية البدنية والرياضية في مختلف مستويات التعليم.

وأشار في هذا الصدد إلى إعداد برنامج رياضة ودراسة كخيار لا محيد عنه، مبينا أن هذه التجربة التي اعتمدت سنة 2006 بالمركز الوطني للرياضات المنظر الجميل واستفاد منها شباب واعدون تقل أعمارهم عن 16 سنة في رياضات كرة السلة والكرة الطائرة وكرة اليد، أعطت نتائج مشجعة للغاية وأثبتت أنها قابلة للتطبيق على نطاق أوسع.

وأوضح بنسليمان أن هذه الرغبة ترجمت في تعزيز عملية التنقيب عن الطاقات الشابة وإدماجها في المستوى العالي من خلال التنظيم السنوي لألعاب الشاب والمستقبل، فضلا عن قافلة الرياضة الشاطئية للشباب بغية إعداد الخلف. ولم يفت السيد بنسليمان التذكير بإقرار اللجنة الأولمبية لبرنامج “عقلاني وصارم” لمكافحة آفة المنشطات في الوسط الرياضي المغربي.

من جانبه أشاد فيصل العرايشي الرئيس الجديد للجنة الوطنية الأولمبية المغربية في كلمة بالمناسبة، بالمسار النموذجي للسيد حسني بنسليمان . كما أشاد بفعالية هذا الجمع الذي مكن من مناقشة والاستماع لكل وجهات النظر، مؤكدا اقتناعه بضرورة بذل أقصى ما يمكن من الجهود.

وأقر العرايشي بصعوبة المهمة وعدم التوفر على عصا سحرية، مبرزا أن هناك إرادة قوية من شأنها أن “تمكننا من الوصول إلى مبتغانا شريطة العمل على مضافرة جهودنا … وهذا ما سنقوم به جميعا”.

وأكد من جهة أخرى أن جميع الجامعات الوطنية في مستوى واحد “إذ ليست هناك جامعات صغيرة وأخرى كبيرة، وليس هناك خصوم، بل هناك عائلة واحدة”.
وتناول التقرير الأدبي للفترة المتراوحة ما بين 2005 – 2016 أربعة محاور أساسية ضمن مخطط عمل اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية همت على وجه الخصوص خدمات التميز وإشاعة القيم الأولمبية وتثمين الرصيد البشري والانفتاح على المؤسسات الوطنية والدولية ورفع تحديات المستقبل.

وأشار التقرير، الذي تلاه الكاتب العام للجنة الوطنية الأولمبية المغربية، السيد نور الدين بنعبد النبي، إلى أنه بالإضافة إلى تشجيع إشاعة وترسيخ القيم الأولمبية، أفردت اللجنة مكانة بارزة لتشجيع وتنمية الرياضة عالية المستوى ضمن مخطط عملها الذي استند إلى مقاربة تشاركية وانصب على ثلاث دورات أولمبية هي بكين (فضية وبرونزية) ولندن (برونزية) وريودي جانيرو (برونزية).

كما شمل المخطط مشاركة المغرب في تظاهرات رياضية كبرى إقليمية ودولية من قبيل الألعاب الأولمبية الشتوية ( فانكوفر 2010 وسوتشي 2014) والألعاب الأولمبية الصيفية للشباب (سنغافورة 2010 ونانجيغ 2014) والألعاب الإفريقية للشباب (الرباط 2010 وغابرون 2014) والألعاب الفرانكوفونية (نيامي 2005 وبيروت 2009 ونيس 2013) والألعاب العربية (بيروت 2007 والدوحة 2011) وألعاب البحر الأبيض المتوسط (بيسكارا 2009 ومرسين 2013) والألعاب المتوسطية الشاطئية (بيسكارا 2015) وألعاب التضامن الإسلامي (أندونيسيا 2013).

وذكر التقرير أنه بتعليمات ملكية سامية وضعت اللجنة الأولمبية، بتعاون وثيق مع وزارة الشباب والرياضية، برنامجا إعداديا خاصا بالرياضيين ذوي المستوى العالي، مضيفا أنه تم في هذا السياق توقيع اتفاقية لتفعيل هذا البرنامج بين الوزارة الوصية ووزارة الاقتصاد والمالية واللجنة الأولمبية ، والذي استفادت منه في بداية الأمر ستة أنواع رياضية ( ألعاب القوى، الملاكمة ،الجيدو، التاياكواندو، الدراجات، والسباحة) ليشمل في ما بعد 18 صنفا. وأشار التقرير الأدبي إلى أنه تم وضع برنامجين متكاملين لإعداد النخبة المغربية للمشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو، الأول استعجالي ويهم التأهل والتحضير للألعاب، والثاني خاص بإعداد الفرق الوطنية بالمركز الوطني للرياضات مولاي رشيد والمركز الرياضي ببوركون.

وأفاد التقرير الأدبي بأن اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية راهنت على فضائل الممارسة الرياضية من خلال الاهتمام بتشجيع نشر القيم الأولمبية سواء في إطار حماية الرياضيين والحفاظ على صحتهم (مكافحة المنشطات) و تشجيع الممارسة الرياضية للجميع لاسيما بين النساء أو تثمين التراث الرياضي أو الترويج للمبادئ التربوية من خلال الرياضة.

وخلص التقرير إلى أن اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية ركزت عملها على نشر القيم الأولمبية وتثمين التراث الرياضي الوطني والذاكرة الرياضية الوطنية كمكون أساسي للهوية المغربية، فضلا عن إيلائها الأولوية للتكوين باعتباره ركيزة أساسية للارتقاء بالرياضة المغربية، وتطوير برامج التنقيب عن المواهب. وفي أعقاب هذا الجمع، الذي حضره على الخصوص السيد رشيد الطالبي العلمي وزير الشباب والرياضة، ورؤساء وأعضاء الجامعات الوطنية، و السيدة نوال المتوكل، عضو اللجنة الأولمبية الدولية، انتخب الحاضرون بالإجماع السيد حسني بن سليمان رئيسا شرفيا للجنة الوطنية الأولمبية المغربية وذلك بناء على طلب من رؤساء وأعضاء الجامعات الوطنية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة