بسبب الاحتجاجات ومنعا للصحافيين .. بلغوات يحول معهد السينما إلى مخفر

انتهى تاريخ إيداع الملفات للمرشحين الراغبين في إدارة “المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما” بالرباط بعد انتهاء صلاحية “المدير” السابق بلغوات الذي جر المعهد إلى الهاوية وأغرقه في الفوضى والارتجال والمحسوبية والريع وكل الأمراض الإدارية والمالية المزمنة (أنظر مقالات ذات صلة في موقع إحاطة).

وطبعا لم نفاجأ بكون بلغوات مازال “يطمح” للعودة إلى المعهد من جديد لكي يكرس عبثه ويدق المسمار الأخير في نعش المعهد، وفي حالة عودته ستكون الوزارة الجديدة للثقافة والاتصال مشاركة رسميا في تخريب المعهد بعد أن علمت واطلعت وتوصلت بكل ما جرى طيلة 4 سنوات. ففي حالة تمادي الوزارة في صيغتها الجديدة بترك نفس الشخص في إدارة المعهد يفرض على كل ضمير حي وعلى الآباء وأولياء الطلبة والطالبات وجمعيات المجتمع المدني المدافعة على الحقوق وجودة التربية والتعليم بضرورة إيصال الموضوع وحيثياته إلى البرلمان عبر التشكيلات السياسية الموجودة فيه لطرح المشكل في جلسات متعددة لوضع حد لطغيان الفساد في المعهد وعلى رأسه مديره بلغوات الذي سبق له أن فشل في التدريس بمعهد الصحافة وإدارة مجلة “الأنباء” في وزارة الاتصال والأخطر “صفقة مطبعة الوزارة”، فكان لابد أن يضع له الحد الوزير المناضل السابق محمد الأشعري، فهذا الأخير هو الوحيد الذي كانت له الشجاعة الأدبية والسياسية والإدارية لمعاقبة بلغوات. وبالمناسبة إن بلغوات يطلق على نفسه “مروض الوزراء”، فهل يقبل ويرضى الوزير الجديد محمد الأعرج بأن يكون ضحية هو أيضا لهذه الكواليس؟

ولابد أيضا من محاسبة من تواطأ معه من الوزارة نفسها، أو من المؤسسات الأخرى، بمعنى فضح تلك “الشبكة” من المفسدين.

كما سبق الإشارة في نصوص سابقة، فقد نظم الأساتذة يوم الإثنين 19 يونيو الجاري في منتصف النهار وقفة احتجاجية (والتي تضامن فيها معهم أيضا الطلبة) أمام المعهد وأيضا أمام وزارة الاتصال. ورفعوا فيها لافتات واضحة الشعارات مثل “حفاظا على مصداقية المعهد نطالب برحيل بلغوات” و”أساتذة المعهد ينددون بالخروقات والفساد المستشري بالمعهد” و”أساتذة المعهد يطالبون بفتح تحقيق في الوضعية المالية والإدارية للمعهد”، فضلا عن شعارات رفعت بصوت واحد مثل “فين تورناج / بلغوات ديكاج” و” يا مدير يا مسؤول هادشي ماشي معقول” وغيرها.

البلطجي

إذا كان الكاتب العام لوزارة الاتصال قد استقبل ممثلي أساتذة المعهد للاستماع إليهم من جديد والاطلاع على ملفهم المطلبي، فهي ممارسة حضارية وديموقراطية ومسؤولة وتعبر عن نضج في التسيير، بينما السيد بلغوات “مدير المعهد”، الذي انتهت صلاحيته، فقد تصرف ببلطجية لا تعطي صورة مرموقة لمدير مؤسسة التعليم العالي وفي مجال الفن والجمال (يا حسرة)، إن تصرفاته العنجهية ووقاحته هي صورته الحقيقية اللصيقة به، إنه هو البلطجي الذي يلبس ربطة العنق، وهذه الممارسة لم تكن مع المحتجين فقط بل حتى مع الصحفيين الذين حضروا لتغطية الحدث ونقله إلى الرأي العام. رأى فيهم تشويه سمعته.

لقد استعمل في البداية رجال ونساء شركة الحراسة الخاصين لمنع الصحفيين من التصوير رغم أنهم كانوا يصورون الوقفة أمام المعهد، ولوحظ أن أولئك الحراس تعاملوا بهمجية مع الصحفيين ونسوا أنهم في مؤسسة تعليمية جامعية يفترض فيهم معاملة تليق بمقام المؤسسة التي يحرسونها وليس في السوق.

في اليوم الموالي، 20 يونيو، نشر السيد المدير “حراسه” في مداخل المعهد سواء الباب الرئيسي المطل على الشارع العام أو الباب الذي يطل على الساحة الداخلية لوزارة الاتصال/ موقف السيارات والمقابل للمقهى/المطعم، علما أن الأبواب كانت من قبل مشرعة وبالتالي هذا التشديد في الحراسة هو لمنع بعض الأساتذة والطلبة المتضامنين معهم من ولوج المعهد للانتقام منهم وليس حفاظا على أمن المعهد إطلاقا، وبذلك أصبح المعهد شبيها بمخفر ولا علاقة له بمؤسسة تعليمية رصينة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة