مهرجان كناوة موسيقى العالم بالصويرة .. المزج الفني بين بيل لورانس وخالد سانسي يخلق حوارا موسيقيا عابرا للحدود

كانت إحدى اللحظات الساحرة للنسخة ال 20 لمهرجان كناوة موسيقى العالم، تلك التي صنعها، مساء أمس الجمعة، عرض المزج الموسيقي الذي ابتكره الفنان بيل لورانس وخالد سانسي بساحة مولاي الحسن بالصويرة، مما خلق حوارا موسيقيا يتجاوز الحدود، ويخاطب الارواح.

وأمام جمهور حج بكثافة، متحديا برودة طقس مدينة الرياح، تجاوبت آلة البيانو الخاصة ببيل لورنس مع كمبري المعلم خالد سانسي بشكل انسيابي أمتع الحاضرين.

وبين موسيقى الجاز ذات الايقاع الصافي، وتاكناويت الجيل الجديد، تعزز الحوار مجددا عبر الموسيقى، مثبتا بذلك قدرة فن كناوة على تجاوز الحدود الجغرافية من خلال إمكانية مزجه مع ايقاعات المجموعات الموسيقية الاجنبية.

ودخل بيل لورانس عالم الاحتراف الموسيقي في سن ال14 وشارك في عدة جولات فنية عالمية كعازف للبيانو ومنتج، وسبق له العمل مع مجموعة من الفنانين، فضلا عن خبرته الواسعة في مجال الرقص، كما أنه محاضر متخصص بمعهد الموسيقى العصرية بلندن.

اما خالد سانسي فقد اهتم بالرقص العصري منذ نعومة اظافره والتحق سنة 2006 بشركة (تو كا فار)، ويعمل الى جانب فنانين اخرين ك (اوم) و(مون ايكانغ) و(جوس ستون). كما انشأ بصحبة الفنان مالك ديوب مشروع تيبمبوكتو الذي يجمع العديد من الفنانين المغاربة، وهو الآن بصدد التحضير لالبومه الأول الذي يجمع بين فن كناوة وموسيقى ديوان الجزائرية.

كما أدى الفنان السينغالي اسماعيل لو الملقب بصوت الحكمة مجموعة من الاغاني الجميلة من ريبيرتواره الفني بصوت شجي أمتع الجمهور الحاضر، الذي تفاعل مع اغانيه ذلت الطابع الافريقي الخالص، بترديد مقاطع من اغانيه او الرقص على الايقاعات الحركية.

وكان المعلم حميد القصري، الذي خصص له الجمهور الحاضر استقبالا حارا، أيضا في الموعد وأطلق العنان لصوته القوي وإيقاعات آلة الكمبري الخاصة به التي تطرب الروح قبل الأذن صحبة مجموعته التي تضم ابنه الشاب، حيث أدى أغانيه المعروفة التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب ك”علال” و”لا إله الا الله” و”سيدي احمد” و”عايشة” وغيرها، وأخرى جديدة اكتشفها الجمهور. ويرجع الفضل لحميد القصري في اعطاء نفس جديد لموسيقى كناوة من خلال ادخال ايقاعات جديدة في هذا الفن الموسيقي.

وفي تصريح للصحافة، قال الفنان المنحدر من مدينة القصر الكبير إنه يعتبر نفسه من بين رموز المهرجان وانه اعتمد خلال عرضه تقديم مجموعة من اغانية الجديدة كعربون وفاء لمهرجان عالمي احتضنه منذ بداياته.

وأضاف المعلم الكناوي ان الغاية من تقديم عروض مزج موسيقي هو في حد ذاته تطوير للفن الكناوي الذي يفيد ويستفيد من باقي الأنواع الموسيقية، مبرزا ان لمهرجان كناوة الفضل الكبير في الحفاظ على هذا الموروث الفني وتعزيز النهوض الثقافي الذي تعرفه المملكة. وتستمر فعاليات النسخة ال20 من مهرجان الصويرة موسيقى العالم، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس (29 يونيو -1 يوليوز)، بحضور أبرز معلمي كناوة على الساحة الوطنية وفنانين مشهورين من رواد الموسيقى العالمية بأبرز ساحات المدينة، إضافة إلى فقرات فنية وثقافية تنظم على هامش المهرجان احتفالا بعيد ميلاده العشرين.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة