مدونة دنماركية تنقل صدى مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة

نشرت مدونة “دي توربان تايمز” الدنماركية، في نسختها الصادرة امس الأحد، ربورتاجا متميزا حول الدورة الأخيرة من مهرجان “كناوة وموسيقى العالم” الذي نظم من 29 يونيو الماضي إلى فاتح يوليوز الجاري بالصويرة.

وتطرقت الصحيفة في هذا الربورتاج، وهو ثمرة رحلة نظمتها سفارة المغرب في الدنمارك لفائدة وفد من الصحفيين الدنماركيين، بقدر كبير من التفصيل إلى اللحظات القوية لهذا الحدث من “ثلاثة أيام مخصصة للاحتفال بالموسيقى والرقص والحب”.

وانفتح المقال، الذي تتخلله العديد من الصور، والشهادات، على الشوارع المزدحمة بالأطفال والشباب في مدينة الصويرة الساحلية، التي أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” ضمن التراث العالمي، مع التركيز على المنصات الموسيقية الخمسة المتاحة بسهولة للجمهور بفضل البنيات التحتية للمدينة.

واعتبر المقال أن رواد المهرجان، وهم من المغاربة والأجانب، يملؤون الشوارع في جو من الحماس والتجاوب مع أصوات الطبول والآلات المعدنية الخاصة بكناوة، كما هو الحال بالنسبة لبشرى (17 عاما)، المعتادة على حضور المهرجان، ورضوان (28 عاما) الذي حضر فعاليات المهرجان للسنة السابعة على التوالي، وصديقه زكي (26 عاما) المنحدر من مدينة أكادير.

ومن أجل فهم هذا الإغواء النابع من هذا الحدث المبهر الذي يمنح “الجميع شعورا رائعا وبهجة جماعية تهتز على نفس الإيقاع”، ذكرت كاتبة المقال حنان شملالي، بأصول موسيقى كناوة.

وأوضحت أن هذا الإيقاع الساحر بمثابة رجع صدى مسألة روحية للعبيد السود القدامى المنحدرين من غرب افريقيا (مالي ونيجيريا والسنغال وتشاد) الذين يغنون عن أصولهم الروحية وأحوالهم واعتناقهم للإسلام.

وأبرزت أن التقاليد القبلية عميقة الجذور في الطقوس الروحية، بقيت حية في الكلمات التي يغنيها معلمي غناوة والمخلدة في رؤية شعرية فريدة “تمجد السماء، والشمس، والغابة والبحر والأشخاص الذين غادروا هذه الأرض”.

وشددت على أن شعبية موسيقى كناوة في أبهى ازدهارها، وتجذب مختلف الأجيال والشباب المغاربة مع إيلاء اهتمام للجانب الدولي، لدرجة أن بعض الفنانين الكناويين شاركوا في مهرجانات مشهورة إلى جانب موسيقيين مخضرمين، مثل كارلوس سانتانا، وكارلينيوس براون، هذا الأخير الذي شارك في ليلة افتتاح هذه الدورة من مهرجان الصويرة.

واعتبرت أن النمط الموسيقي لكناوة، يستمر بين الموسيقى الكناوية التقليدية والتمازج الموسيقي للجاز والبلوز والهيب هوب وأنواع موسيقية أخرى، في ممارسة تأثيره الكبير على الجمهور.

وخلصت كاتبة المقال، من خلال شهادات للمعلم حسن بوسو من الدار البيضاء (42 عاما) والمعلم مختار غينيا من الصويرة (48 عاما)، إلى أن “الأمر الواضح حول أجواء المهرجان هو أن الفنانين يتآلفون مع عشاق المهرجان من خلال الموسيقى والرقص، الراسخ بشكل عميق في الاحترام المتبادل والاعتراف بتاريخ وثقافة كناوة، كنموذج حياة”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة