أكشاك الفتوى بمحطات مترو الانفاق تثير الجدل في مصر

أثار “كشك الفتوى” الذي أقامه مجمع البحوث الإسلامية المصري بإحدى محطات مترو الانفاق جدلاً كبيراً بين مؤيد للفكرة كوسيلة لخدمة الجمهور ومحاربة الأفكار المتطرفة ومعارض لها يرى أن هناك أموراً أكثر أهمية كان يجب الاعتناء بها.

رجلان يرتديان الزي الأزهري ويجلسان في مكتب زجاجي صغير بإحدى محطات مترو الانفاق، يستقبلان عدداً من الأشخاص في مشهد يبدو غريباً.

لكن الغرابة تزول من المشهد بعد معرفة أن المكتب الصغير هو مقر للجنة الفتوى التابعة للجامع للأزهر أقيم بمحطة مترو أنفاق الشهداء بالقاهرة ضمن بروتوكول تم توقيعه بين هيئة مترو الانفاق ومجمع البحوث الإسلامية.

ويقول مجمع البحوث الإسلامية إن “العمل دعوي وأن الأكشاك هدفها سرعة التواصل مع المواطنين وأكبر قطاع منهم، وحصولهم على فتاوى صحيحة وأن الأمر يأتي ضمن خطة كبرى يعمل عليها المجمع لنشر الفكر الصحيح ومواجهة المتطرف والتفسيرات الخاطئة للنصوص الدينية في كل بقاع مصر”.

الدكتور هشام عرفات وزير النقل والمواصلات المصري أكد من جانبه أن وجود أكشاك الفتاوى في محطات المترو، أحد الأنشطة الثقافية التي تقوم بها الوزارة وأنها جاءت تلبية لطلبات المواطنين فقط، في شهر رمضان الماضي، وامتد العمل بها حتى الآن ولا توجد إلا في محطة مترو الشهداء؛ التي تستقبل ما يقرب من 500 ألف راكب يوميا، وأنه سيتم إلغاؤها بعد عيد الأضحى مضيفاً أنه من الممكن تكرار التجربة العام المقبل، بناء على طلب المواطنين.”

عبد الله – 28 عاما ً- وهو أحد مستخدمي مترو الانفاق بصورة متكررة يوميا ً قال إنه كثيرا ً ما يجد في نفسه أسئلة يحتاج إلى استطلاع رأي الدين فيها، فيما يقول أدهم يوسف – 24 عاما ً – إنه كان يفضل وجود حمامات أو علب قمامة أو منافذ أفضل لتوفير الوقت لبيع التذاكر أو إجراءات لمنع التحرش الجنسي بدلاً من أكشاك الفتوى.

جمال عيد الحقوقي ومدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان قال: “يجب اتخاذ تدابير أخرى لمواجهة الإرهاب ولا اعتقد أننا بهذه الأكشاك نفعل ذلك”.

الطبيب والإعلامي خالد منتصر قال إن “الفضاء العام للمسلم والمسيحي والمواطن المصري، ولا يصح أن نعرض الجدل في محطة المترو، والأمر ليس ملحًا، فهل يسمح بكشك للمسيحي والشيعي والبهائي؟ الحكومة تزايد وكأن على رأسها بطحة، فتقول نحن متدينين وورعين” مشيراً إلى أن “كشك الفتوى مقدمة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويسحبنا بعيدًا عن الدولة المدنية، باتجاه دولة دينية”. وأضاف بأن هذه الأفكار “تنم عن أشخاص لا يعرفون قيمة البلد، يريدون تسليمها للمؤسسة الدينية لترعى فيها كيفما تشاء وأن السلطة الدينية في مصر تتسع وتمتد أمام الدولة المدنية التي تتقلص”.

الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية محي الدين عفيفي انتقد التصريحات المهاجمة للفكرة وقال إن “ما يقوم به الأزهر يخدم مصالح الأمة ومواطنيها، فمن غير الأزهر سيواجه العنف والتيارات الدينية المتشددة ويحمي الأمة من أقوالهم وأفكارهم”.

انقسام حاد شهدته مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الفكرة وتطبيقها ومدى احتياج الناس إليها، كثير منها ورد على الوسم#كشك_الفتوى والوسم #اكشاك_الفتوي

البرلماني السابق باسل عادل طالب -ساخراً- على لسان صديق له بفصل الدين عن المترو:


أيضا علق منير فخري عبد النور وزير التجارة والصناعة الاسبق منتقداً الفكرة:

الخبيرة الاقتصادية ماجدة غنيم ترى أن نشر المكتبات في الأماكن لعامة هو سمة الأمم الناهضة

لكن هناك من يرى أن الحملة على كشك الفتوى مبالغ فيها وأن الفكرة لا ضرر منها لأحد:

وكان هذا أيضاً رأي عدد من المواطنين الذين استطلع رأيهم هذا التقرير

ولم تخلُ التعليقات من الجانب الفكاهي كالعادة

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة