مبادرة السبسي حول الميراث تتفاعل وتثير جدلا غير مسبوق

لم يمض وقت طويل على دعوة الرئيس الباجي قائد السبسي للمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، حتى تفجر جدل واسع في داخل تونس وخارجها. كما دخل الأزهر على الخط في موضوع يعتبر شديد الحساسية ومن المحظورات في المجتمعات المسلمة.

وأطلق الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي دعوته حول الإرث بمناسبة الاحتفال بعيد المرأة. وقال إن تونس تتجه نحو المساواة التامة بين الرجل والمرأة في كل المجالات من بينها المساواة في الميراث. كما أعلن تكوين لجنة تعنى بنقاش سبل تنفيذ المبادرة، قائلا إنه يعتزم السماح للتونسيات بالزواج بأجنبي دون أن يعتنق بالضرورة الإسلام.

وتونس واحدة من أكثر الدول العربية انفتاحا في مجال تحرر المرأة. ولكن رغم ذلك ظل موضوع المساواة في الميراث أمرا بالغ الحساسية ولم يسبق لمسؤولين تونسيين إثارته. وأعادت مبادرة السبسي إبراز الانقسام في صفوف التونسيين بشأن دور الدين في المجتمع، والذي برز منذ ثورة 2011 بين الشق العلماني والشق المحافظ.

وفور صدور المبادرة وصفها البعض بـ “ثورة جديدة واستكمال لمسار تحرير المرأة التونسية” التي بدأها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة. في المقابل لم تخف شريحة واسعة من التونسيين امتعاضها من المبادرة، قائلة إنها تتجاوز نصوصا دينية صريحة. فيما اتهم عدد من السياسيين السبسي ببدء حملة انتخابية مبكرة استعدادا للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2019.

وإذ رحب محسن مرزوق زعيم حزب “مشروع تونس” بمبادرة الرئيس السبسي، فإن حركة النهضة الإسلامية، وهي الحزب الإسلامي الرئيسي في البلاد، لم تعلن أي موقف رسمي حتى الآن إلا أن مواقف قياداتها كان متباينة.

فبينما أعلن القيادي عبد اللطيف المكي أن مبادرة السبسي شديدة الخطورة وفيها تعد على نصوص صريحة في القرآن، وصفها نائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو بـ “الحكيمة”، قائلا إنها تتضمن سعيا لإنصاف المرأة التونسية. ومن المنتظر أن يجتمع مكتب حركة النهضة ليعطي موقفه النهائي بعد عودة رئيس الحركة راشد الغنوشي من الخارج.

مؤسسة الأزهر على الخط
بدورها دخلت مؤسسة الأزهر على الخط وأعلنت موقفا معارضا لمبادرة الرئيس التونسي. وقال عباس شومان، وكيل الأزهر في مصر، إن دعوات التسوية بين الرجل والمرأة في الميراث تظلم المرأة ولا تنصفها وتتصادم مع أحكام الشريعة. وأضاف “المواريث مقسمة لا تحتمل الاجتهاد ولا تتغير بتغير المكان والزمان وهي من الموضوعات القليلة التي وردت في كتاب الله مفصلة”.

ولكن تصريحات وكيل الأزهر لاقت استهجانا واسعا من قطاعات واسعة من التونسيين ممن اعتبروا بأن الموضوع شأن داخلي وخط أحمر لا يجب على أي أجنبي التدخل فيه. كما طالب برهان بسيس القيادي بحزب نداء تونس الحاكم بأن يبقى النقاش داخليا، قائلا إن على التونسيين تحصينه من أي تشويش خارجي بعد دخول الأزهر على الخط.

Total
0
Shares
1 comments
  1. فبدلا من الاشتغال على الارث اشتغلوا على الثروات التي خلقها الله لعباده في هذه البلادوقسموها على الخلق بدل التطاول على شرائع الله واحكامه ارضاءا لاعداء الدين والتملق لهم

Comments are closed.

المنشورات ذات الصلة