“حياة” في القاعات السينمائية الوطنية

تشرع القاعات السينمائية الوطنية، ابتداء من 27 شتنبر 2017، في عرض الفيلم السينمائي المغربي الجديد “حياة” للمخرج رؤوف الصباحي، الذي تعد ثاني تجربة سينمائية مطولة له بعد فيلمه الأول “الفردي”.

الفيلم من بطولة نخبة من الفنانين المغاربة من قبيل إدريس الروخ وعز العرب الكغاط ومالك أخميس ولطيفة أحرار وعبد الرحيم المنياري وسعاد النجار وأسامة بسطاوي وصالح بن صالح وصباح بن الصديق ونسرين الراضي ويونس بنشاقور ومريم باكوش والمهدي فلان وابتسام العروسي وهاشم بسطاوي وحسن باديدة، وسيناريو محمد منصف القادري ومحمد عهد بنسودة ورؤوف الصباحي، وإنتاج “نيو جينيريشن بيكتشرز” لمحمد الكغاط.

وتدور أحداث الفيلم في سفر شبيه بحياة إنسان، له نقطة انطلاق ونقطة وصول، وتتخلله عبر محطات متتالية جلسات شبه مغلقة نكتشف من خلالها شخصيات وعقليات مختلفة في تصوراتها ومواقفها ومرجعياتها الثقافية، إذ يدور الخط السردي للفيلم، على متن حافلة تقطع عدة مدن مغربية، إذ تحمل على متنها أصنافا من الأشخاص سمحت لهم الرحلة بنسج علاقات متداخلة في ما بينهم، ومكنتهم من الدخول في تبادلات ومشادات بعضها لطيف، وبعضها طريف إلى حد الصدمة، ولكنها تظل عاكسة لما يمكن أن يحدث أثناء الاجتماع البشري داخل الفضاءات الخاصة والعامة.

ويستقل الحافلة عدد مختلف من الشخوص مما يدل على أن الحياة – ومن هنا جاء عنوان الفيلم- في عمقها سفر مفتوح على كل احتمالات اللقاءات، وأن السفر حياة يصعب على الإنسان التكهن بخباياها، فاختار المخرج خوض غمار الدراما عبر نوع فيلمي صعب يتمثل في “أفلام الطريق”، وأن يستند إلى فكرة السفر كفلسفة ناظمة لرؤيته الموضوعاتية والبصرية لأمر في منتهى المغامرة، ولكنه سيحقق الأهم من خلال تلك الرحلة الفاتحة لأعيننا على الغنى الرمزي للحافلة، إذ يمكن أن تكون معادلا مجازيا لفهم المجتمع المغربي إذا تمثلناه فيها.

وعن هذا الفيلم، قال المخرج، رؤوف الصباحي، إنه اختار أن يكون مختلفا عن عمله الأول “الفردي”، مبرزا أنه تعامل فيه مجموعة كبيرة من الأسماء الفنية المغربية الحاضرة في الساحة، وتنتمي إلى أجيال ومدارس فنية مختلفة، مشيرا إلى أنهم ساهموا بقوة في هذا العمل الذي ينتمي إلى “أفلام الطريق”، وهو صنف شبه جديد على المشهد السينمائي الوطني ويتميز بصعوبته.

وأشار الصباحي، إلى أنه حاول من خلال هذا الفيلم، تسليط الضوء على مجموعة من المواقف التي تعترض عدد من الأشخاص بأفكار مختلفة في رحلة يتمزج فيها الفرح بالألم، والذي نجح فيه التعبير عنه الفنانين المشاركين في هذا الشريط.

من جهة أخرى، سيمثل فيلم “حياة” للمخرج رؤوف الصباحي، المغرب، في المسابقة الرسمية للدورة العشرين لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، في الفترة من التاسع إلى السادس عشر من شتنبر المقبل.

وسبق لفيلم “حياة” أن حاز على العديد من الجوائز في عدد من المحافل السينمائية الوطنية والدولية، من بينها جائزة أفضل صورة في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وجائزة أفضل فيلم في الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم الافريقي بهيلسينكي بفنلندا، وجائزة بلاتينيوم ريمي لأفضل مخرج أجنبي في الدورة 50 لمهرجان ريمي أوارد بهيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة