“المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا الطفولة العربية” .. وثيقة استرشادية لوسائل الاعلام في تناول القضايا المرتبطة بحقوق الطفل

تعد وثيقة المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي- قضايا حقوق الطفل، التي اعتمدها مجلس وزراء الإعلام العرب في دورته العادية 48 المنعقدة مؤخرا بالقاهرة، بمثابة وثيقة استرشادية لوسائل الإعلام أثناء تناولها لقضايا حقوق الطفل في المنطقة العربية.

وحسب الوثيقة التي توصلت وكالة المغرب العربي بنسخة منها، فإن الحاجة إلى اعتماد دليل للمبادئ المهنية لمعالجة قضايا الطفولة لترشيد أداء الإعلاميين العرب في تناولهم لهذه القضايا، جاءت بناء على نتائج دراسة أنجزها المجلس العربي للطفولة والتنمية عام 2013، بشراكة مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية، أظهرت العديد من الانتهاكات المهنية لحقوق الطفل في الممارسات الإعلامية اليومية، وتدني الاحترافية بشكل عام في تغطية قضايا الطفولة، وغلبة السطحية في مناقشة هذه القضايا وإهمال التناول العميق والتحليل الدقيق لها، وتوضيح أسبابها وانعكاساتها عليهم وعلى الأسر المحيطة بهم.

كما رصدت الدراسة تدني العناية بالمبادئ التوجيهية لإرشاد الإعلاميين إلى كيفية التناول المهني الذي يحافظ على حقوق الطفل، فضلا عن أن هذه المبادئ تتسم – لدى بعض المؤسسات الإعلامية – بعدم الوضوح، وعدم الإبلاغ – في كثير من الحالات – عن انتهاكات حقوق الطفل، وخوف الأسر من التغطية الإعلامية السلبية لها مما يضطرهم إلى التكتم على تعرض أطفالهم لانتهاكات صارخة تشمل الاعتداءات الجنسية والعنف الجسمي والإهانات المعنوية وغيرها.

ومن بين الأهداف التي يقوم عليها دليل المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا الطفولة العربية عليها يضيف المصدر ذاته، التمكين والمحاسبة والمهنية من خلال الإرشاد والتثقيف، والتقييم والتشخيص، حيث يوفر استخدام مؤشرات رصد الأداء الإعلامي العربي تجاه حقوق الطفل معلومات حقيقية عن مدى الالتزام المهني والممارسات الجيدة والانتهاكات في هذا المجال، مما يساعد على التقييم الاصيل لهذا الأداء.

وتقتضي المبادئ المهنية العامة لمعالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل “إعلام صديق للطفولة”، الالتزام بالمساواة وعدم التمييز وحرية الرأي والتعبير، والمصداقية والوضوح، وحماية مصلحة الطفل الفضلى، وحماية الهوية الشخصية وضمان الحق في الخصوصية وحق الرد والتصحيح، وتقوم المبادئ المهنية للتغطية الإخبارية للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية أو مرتكبيها، والنزاعات والحروب على حماية الخصوصية والأمان والحماية ودقة التغطية الإعلامية وعمقها والشفافية والمصداقية في مقابلة الاطفال ، وسلامة المفردات والتركيبات اللغوية والتوعية وعدم الاستغلال السياسي.

أما المبادئ المهنية للتعامل الإعلامي مع الإعلانات التي تستهدف الأطفال، تضيف الوثيقة، فتتطلب الواقعية والامان والحماية وسيادة المعايير الاجتماعية وتقدير الاسرة، فيما تتوخى المبادئ المهنية لتعامل الاعلام مع قضايا حقوق الطفل في الاعلام الجديد (مواقع التواصل الاجتماعي ، والمدونات والمواقع الالكترونية) صحة المضمون والافصاح والشفافية وخصوصية التعامل الاعلامي.

ويقتضي تعامل الاعلام مع الاطفال ذوي الاعاقة، عدم التمييز والدعم والمساندة والدمج ، أما بالنسبة لأطفال الشوارع ، فإن التوعية والحماية والامان والدعم والمساندة هي المبادئ التي ينبغي ان يلتزم بها الا علامي .

من جهة أخرى ، أفادت الوثيقة ، أن هذه المبادئ المهنية تعد مكونا رئيسيا في مشروع المرصد الإعلامي لحقوق الطفل العربي الذي ينفذه المجلس العربي للطفولة والتنمية ضمن خططه الاستراتيجية بالتعاون مع شركائه، حيث ينفذ المرصد مكونا جديدا لتطبيق تلك المبادئ المهنية، وذلك من خلال بدء العمل على إعداد “دليل تصحيح المصطلحات الخاطئة المتداولة حول الطفولة بوسائل الإعلام” بإشراف فريق من الباحثين والخبراء العرب، وذلك بهدف رصد المصطلحات الإعلامية الخاطئة المتداولة بين وسائل الإعلام العربية المختلفة “المسموعة والمقروءة والمرئية والإلكترونية”، وبما يسهم في ترشيد أداء الإعلاميين فى التعامل مع قضايا الأطفال وتمكين المؤسسات الإعلامية العربية من وضع الخطط والسياسات الإعلامية الداعمة لحقوق الطفل العربي، للحد من التجاوزات المهنية التي تعتري الأداء الإعلامي في تناول شئون الطفل العربي، ووصولا إلى إعلام صديق للطفولة.

يذكر ، أن قرار اعتماد مجلس وزراء الإعلام العرب للمبادىء المهنية يأتي تتويجا لسلسلة الجهود التي بذلها المجلس العربي للطفولة والتنمية بالشراكة مع جامعة الدول العربية و«أجفند»، للتوافق والتدريب على المبادئ من خلال سلسلة من ورشات العمل مع الإعلاميين العرب، أسفرت عن إصدار إعلان القاهرة وعقد ورشة عمل للإعلاميين في الإمارات، وإصدار إعلان بيروت، وإطلاق المبادئ برعاية وزيري الشؤون الاجتماعية والإعلام في لبنان خلال سنة 2015.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة