مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة : الفيلم البوركينابي “حدود” .. أو عندما ينقلب حلم الوحدة إلى مقاساة

يحكي الفيلم البوركينابي “حدود” لمخرجته أبولين تراوري تراجيديا أحلام أربع نساء إفريقيات تنهار على الحدود، حينما ينقلب حلمهن بالعيش والتنقل دون قيود إلى مقاساة.

ويرصد الفيلم الذي يشارك في المسابقة الرسمية للدورة العشرين لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، إلى جانب 13 فيلما آخر، تفاصيل رحلة محفوفة بالمفاجآت والمآسي والمشاعر الإنسانية، بطلاتها أربع نساء جمعهن ضمنيا حلم الوحدة وإزالة الحدود بين خمس دول غرب إفريقية، كانت مسرحا لأحداث الفيلم. ويلتقي هؤلاء النساء على متن حافلة على الطريق الرابط بين دكار وباماكو وكوتونو عبر واغادوغو وصولا إلى لاكوس، دفعت بهن ظروف شخصية اقتصادية، اجتماعية أو أسرية إلى سلك طريق حافل بالآلام والتجارب الإنسانية.

وطوال هذه الرحلة التي دامت لأيام، نسجت علاقات إنسانية، لا سيما بين بطلات الفليم الأربع، بدء من الحدود حيث يجد مواطنو هذه الدول أنفسهم ملزمين بدفع ضريبة باهضة للعبور. وعن خيار نساء كبطلات للفيلم، قالت مخرجته تراوري، “ربما لأنهن المرأة أكثر هشاشة إزاء المخاطر وانعدام الأمن، وأكثر عرضة للاغتصاب والتنكيل وحتى القتل أحيانا.

وأضافت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الفيلم يتطرق لمشكلة حرية تنقل الأشخاص بدول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (سيدياو)، وكيف تنتهك القوانين والحقوق بلا هوادة.

وأشارت المتحدثة إلى أن إنجاز هذا العمل، الذي يحث على الوحدة والتكامل الإفريقي، لم يكن بالأمر الهين، حيث استوجب التنقل بين خمس دول غرب إفريقية، مضيفة أنه تجسيد لقيم التضامن بين النساء الأربعة اللائي تحدين الصعاب في ظروف قاسية لبلوغ غاياتهن.

وأبت مخرجة هذا الفيلم إلا أن تؤكد أن المرأة قادرة على إبراز ذاتها رغم الصعاب بقوتها وإرادتها (من خلال إحدة البطلات التي تعرضت للاغتصاب)، كما سلطت الضوء على مشكلة انعدام الأمن والاستقرار ببعض دول القارة، وهو ما أفضى إلى مقتل بطلة أخرى في النهاية على يد جماعة مسلحة اعترضت طريق الحافلة التي كانت تقلهن. وحصلت أبولين تراوري، وهي من مواليد واغادوغو سنة 1976، على الإجازة من “آرت ميديا” ببوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تجربتها الأولى مع الأفلام الطويلة سنة 2007 عبر فيلم “ضوء القمر”، قبل أن تخرج “أنا زافيرا” تجربتها الثانية إلى الوجود.

ويشارك في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان، المنظم في الفترة ما بين 9 و 16 شتنبر الجاري، ويحتفي بالسينما الرواندية، 14 فيلما تمثل إلى جانب المغرب، كلا من غانا والسنغال وبوركينا فاسو والجزائر وتونس ومصر وجنوب إفريقيا وأوغندا والبنين والطوغو ورواندا والموزمبيق ومالي، تتنافس على مختلف جوائز المهرجان وفي مقدمتها الجائزة الكبرى “عثمان صامبين”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة