الأعرج يوقع على نهاية بلغوات

عاد موضوع المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط الذي كنا قد خصصنا له مواضيع عدة في شهر يونيو الأخير بموقع “إحاطة”، إلى الواجهة، لما عرفه المعهد حينها من تناقضات واحتجاجات واضرابات وخلل عميق وفوضى أيضا، أساءت لسمعة التعليم العالي ببلادنا خاصة في مجال تخصص مهني ابداعي. لم يثمر ذلك المعهد بإدارة مديره السابق محمد بلغوات إلا الريح والوهم والفشل والاشمئزاز عند الطلبة أساسا وأولياء أمورهم طبعا وكل من له غيرة حقيقية على هذا البلد.

وقد ارتأت الوزارة الوصية، أي وزارة الثقافة والاتصال، بقدوم الوزير الجديد محمد الأعرج، تصحيح المسار وتصحيح خطأ سلفه مصطفى الخلفي، وصادف ذلك انتهاء المدة القانونية للسيد محمد بلغوات على رأس إدارة المعهد حيث أبان عن فشله الذريع.

سمحت الوزارة الوصية للسيد محمد بلغوات المنتهية صلاحيته ب “حق التوقيع” لمدة ثلاثة أشهر فقط لـ”تصريف أعمال” المعهد الإدارية مؤقتا، في انتظار اجراء المباراة المقررة لاختيار مدير جديد للمعهد على إثر البلاغ الذي نشرته الوزارة يوم 16 ماي 2017. وقد تقدم السيد محمد بلغوات بدوره بترشحه للمنصب دون حرج، رغم قرب إحالته على التقاعد، معتقدا أنه يمكن أن “يوظف” نفس الممارسات المعروفة لـ”تمديد سيطرته” والتي يبدو أنها لم تعد تأتي أكلها مع الوزير الجديد، لأن هذا الأخير ليس من الوزراء الذين يتم “تطويعهم وترويضهم”.

فقد انتهت صلاحية السيد محمد بلغوات “الإضافية” لتصريف الأعمال في شهر شتنبر لكنه تجاوز القانون واستمر في التوقيع، خاصة توقيع ما يخص المالية (وما أدراك المالية)، فتم على إثر ذلك إعفاؤه وهو ما لم يكن ينتظره أو يتصوره بقدر ما كان يتصرف وكأن قبوله مرة أخرى مديرا للمعهد تحصيل حاصل، فتم إعفاؤه من مهامه بصفة نهائية أو لنقل بصريح العبارة إقالته بسبب خرقه لبند مهني وأخلاقي دون استشارة الوزارة الوصية بعد انتهاء مدة صلاحيته.

أراد أن يتحدى الوزارة ولم يعبأ بها فتحدته ب “طرده” نهائيا وبذلك لم يعد الآن يتمتع حتى بحق الترشيح. وقد تداولت الألسن القريبة إداريا من المعهد ومن الوزارة الوصية ومن السينمائيين و”المقربين” منه شخصيا (ظاهريا) بكون الوزارة اكتشفت بوجود “إخراج” بليد بسيناريو رديء من خلال دفع “أرانب” للترشيح في الصيغة الأولى لكي يحظى ترشيحه بالعودة إلى المعهد. لهذه الأسباب والمعطيات والملف الموجود على مكتب السيد الوزير، أدى إلى إلغاء البلاغ السابق والترشيحات ببعض “الأرانب” لتصدر الوزارة بلاغا جديدا بتاريخ 10 أكتوبر الجاري 2017 تدعو فيه لفتح ملفات جديدة للترشيح لمنصب مدير المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما يبدأ بتاريخ 11 أكتوبر الجاري وينتهي يوم 23 أكتوبر 2017 في الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال على أسس جديدة وشفافة لن يستفيد منها السيد محمد بلغوات ولا “أرانبه” لأنه وَقَّعَ على نهايته بسبب ممارساته العشوائية.

وكانت الوزارة قد راسلت جميع المرشحين السابقين لسحب ملفاتهم وإعادة الترشيح لمن يرغب في ذلك على إثر البلاغ الجديد، ولا ندري هل بعض الأساتذة الأكفاء من الذين كانوا قد تقدموا في الصيغة السابقة سيقبلون تكرار التجربة.

ومن النقط الهامة التي نقرأها في ملف طلب للترشيح هي النقطة الثانية التي تنص على تقديم “مشروع لتطوير المؤسسة المعنية (أي المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما) يتضمن بصفة خاصة مقترحات الإنجاز والتجديد والملاءمة التي من شأنها أن تحسن من حكامة وإشعاع المؤسسة، وانفتاحها على محيطها الاقتصادي والاجتماعي، والرفع من أدائها خلال مدة أربع (4) سنوات”.

وهذا ما لم يحققه السيد محمد بلغوات طيلة 4 سنوات الماضية، ولن يحققه إطلاقا إذ أن المعهد الذي “أسرع” لاحتلاله والسيطرة عليه، إبان فترة الوزير السابق، عندما كان مجرد مشروع على الورق، هو بمثابة مقبرته الآن، خاصة حين سيعرج إليه المجلس الأعلى للحسابات حيث سيظهر ما كان خفيا.

ولابد هنا من الإشادة بما قررته الوزارة الوصية في حق السيد محمد بلغوات لأن القرار هو عين الحق، لكن لا ينبغي الوقوف عند هذا الحد حتى لا تتكرر نفس المآسي إذ لابد من محاسبته على ما اقترفه في حق جيل من الطلبة الذين تحطمت أحلامهم بقراراته العشوائية والزبونية وما إلى ذلك.. فالمحاسبة ضرورية طبقا للخطاب الرسمي الذي يصر على “ربط المسؤولية بالمحاسبة” و”تقويم الاختلال” و”معاقبة من يتلاعب بمصالح المواطنين” (والطلبة هم مواطنون في هذا البلد ومستقبله) حتى لا يعيد المعهد إنتاج نفس الأخطاء.

Total
0
Shares
2 comments
  1. متمنياتنا بالإعفاء القريب لأكبر وأقرب حليف لبلغوات وشريكه في صفقات التجهيز المشبوهة للمعهد ولمختبر المركز السينماءي المغربي. وهذا ملف آخر وجب فتح محاسبة بشأنه.

  2. سلام عليكم،
    أولا أشكر الكاتب على غيرته التي ابانها من خلال كتاباته المستمرة عن المعهد، كان شغله الشاغل الوحيد هو السيد بلغوات، حتى اعتقدت أن السيد بلغوات ربما سيرثه …. كان من الأحرى والأجدر أن ينصب الكاتب بتقديم بدائل عملية من باب النصح إن كان ملما بالملف كما روج ويروج لنا من تفاصيل تتعلق بالشخص أكثر مما يتعلق بالمعهد، هذا شأن بعض كتابنا وأخلاقية المهنة. عفوا سيدي، هناك نقطة أثارت انتباهي في مقالك، هو أن كل من تقدم بترشيحه للمعهد فهم أرانب بوجود السيد بلغوات، وهذه وقاحة نجزم قطعا بأن هدف الكاتب هو التشويه بسمعته لا غير لحسابات شخصية صرفة، وأقول لك سيدي “لغلب عف” . أما بشأن الأرانب فحاشا لله أن يكون كذلك، لأن اللائحة محصورة ومعدودة على الأصابع فهم ليسو في حلبة الصراع وليسو كذلك، وإنما هذا قذف في حقهم واحتقار لطاقاتنا العلمية وإنما من باب التأكيد ومن باب ترسيخ دولة الحق والقانون أريد أن أوجه عبر الأثير عندما كنت طفلا أدرس بالثانوي شخصية حمورابي أقول : الأرنب من يجول عبر القوافي، يدلي للقراء أنه مخبر من السماء ولكن لا يدري بأنه وقع في خدمة أجندة من زودوه بالأخبار. عفوا سيدي للتصحيح.

Comments are closed.

المنشورات ذات الصلة