عندما تهب نسائم الحرية على دوزيم ..

صوت مختلف ذلك الذي سمعه المتابعون لحلقة الأحد 29 أكتوبر 2017 من برنامج حديث الصحافة الذي يقدمه عبد الله الترابي على القناة الثانية. وجهة نظر غير معتادة ونبرة فيها حرية كبيرة حركت بركة الأفكار الآسنة.
نعم كان الضيف حميد برادة جريئا ومختلفا في تعبيره وطرحه، بغض النظر عن الاتفاق من عدمه مع الرجل، وما يطرحه بخصوص أزمة الريف والزلزال السياسي وغيرهما من القضايا. وكأن ريحا من الحرية هبت فجأة على قناة عين السبع ذكرتنا نسائمها بنقاشات مشابهة شهدها التلفزيون المغربي في 2011 إبان طرح ومناقشة الدستور الجديد حيث ظهرت وجوه، وعلت أصوات لم نعتدها على الشاشة الصغيرة. فكان النقاش وتبادل الرأي، وعم ارتياح كبير دون الاكتراث بقيمة ما جادت به هذه الأصوات، لكن كان الاحتفاء أكثر بانفتاح التلفزيون على مختلف تيارات الفكر والرأي.
لكن فجأة .. أغلق القوس وعادت الأمور إلى حالها دون مبرر أو دافع معقول، فالبلاد عرفت وستعرف أحداثا وقضايا لا تقل أهمية عن مناقشة الدستور ولابد من التداول والنقاش حولها. فمن يغلق بابه في النقاش تفتح قنوات أخرى له النوافذ، حيث اهتمت قنوات عالمية بما يجري عندنا ومنحنا الفرصة للصديق والعدو للخوض في أمورنا.
في العدد الاخير من حديث الصحافة تغيرت اللهجة حيث دفع برنامج الترابي بالخطوط الحمراء ووسع هامش الحرية أكثر على القناة الثانية. إذ لابد من تسجيل بعض الملاحظات : أولا أن البرنامج مباشر ولا مجال فيه لممارسة رقابة من أي نوع كانت. ثانيا أن « الرقابة » حاضرة أكثر في عقول ضيوف القناة أكثر ما هي الزامات من القناة نفسها. ثالثا أن فتح القناة لمختلف الآراء والتيارات يجب أن يكون المبدأ وليس الاستثناء، فلا يجب أن يكون وضع الحرية في إعلامنا كثعلب محمد زفزاف الذي يظهر ويختفي حسب الظروف. ورابعا وهي الملاحظة الأهم أن المستفيد الأكبر ليس هو القناة بل البلد الذي يحتضن الجميع، ولا يمكن أن يهزه أو يضيق صدره بما يمكن أن يقوله فلان أو علان.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة