ملف كناوة يشعل حرب البلاغات بين الأعرج وتازي

أكدت وزارة الثقافة والاتصال أنها استكملت جميع المساطر والإجراءات القانونية على المستوى الوطني، المتعلقة بطلب تصنيف ملف كناوة ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي من قبل منظمة اليونسكو، موضحة أن الملف يوجد حاليا قيد الدراسة من طرف اللجنة المختصة التابعة للمنظمة الأممية.

وأبرزت الوزارة في توضيح حول “دواعي وحيثيات إرجاء البت في طلب تصنيف ملف كناوة ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي من قبل منظمة اليونسكو”، الذي أثارته جمعية “يرمى كناوة”، أنها أعدت منذ سنة 2014 ملفا كاملا يتعلق بترشيح “طقوس وتقاليد كناوة” في أفق تسجيلها ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، مضيفة أنه تمت إحالة الملف على مصالح اليونسكو قبيل متم شهر مارس 2015.

وفي السياق ذاته، أكدت منتجة ومديرة “مهرجان كناوة موسيقى العالم”، نائلة التازي، في وقت سابق، أن موسيقى كناوة تعد تراثا شفهيا يتعين الحفاظ عليه من أجل ضمان نقله من جيل إلى آخر.

وقالت السيدة التازي، وهي أيضا الرئيسة المنتدبة لجمعية “يرما كناوة للحفاظ والنهوض بفن كناوة”، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، كرد على “صرخة من القلب” نشرتها يوم الجمعة الماضية على حسابها بموقع (فيسبوك)، “إن موسيقى كناوة تعتبر تراثا شفهيا أصبحت حمايته تكتسي أكثر فأكثر طابع الاستعجال، لأن عددا من كبار “المعلمين” غادرونا، حاملين معهم جزءا من هذا التراث”. وذكرت السيدة التازي بالمسار الطويل والشاق الذي تم قطعه منذ إحداث مهرجان كناوة موسيقى العالم سنة 1998 والجهود التي ب ذلت من أجل مأسسته، معتبرة أنه مهما كان نجاحه الشعبي والإعلامي، فإن مهرجانا سنويا من أربعة أيام غير كاف لضمان حماية التراث الشفهي لكناوة في بعده الأصلي.

وأبرزت الدوافع التي كانت وراء إحداث جمعية “يرما كناوة للحفاظ والنهوض بفن كناوة”، مركزة على ضرورة الانخراط في رؤية مستدامة للحفاظ على هذا التراث الوطني، المغربي والإفريقي. وذكرت في هذا الصدد، بالطابع الاستعجالي لإدراج موسيقى كناوة على لائحة التراث الشفهي واللامادي للإنسانية لمنظمة (اليونيسكو)، معتبرة أن حماية هذا الفن تعتبر “ضرورة” و”تصبح مسؤولية جماعية”، معبرة عن الأسف لغياب الالتزام والتعبئة من قبل مسؤولين وموظفين كبار مكلفين بدعم الملف.

وكتبت السيدة نائلة التازي في تدوينتها أن “هذه المقاربة تنبع من شعور بضرورة التحرك بشكل عاجل، لأن العديد من المعلمين غادرونا طوال هذه السنوات، حاملين معهم جزءا من هذا التراث الشفهي. لذلك أصبح من الضروري أكثر فأكثر اعتماد تدابير للحماية من أجل أن يصبح ما تم إطلاقه بفضل إرادة بعض المولوعين بهذا الفن، نجاحا وتراثا ومسؤولية للجميع”.

وترى السيدة التازي أنه يتعين إيلاء اهتمام خاص لفناني كناوة الذين ينقلون تراثا ثقافيا متجذرا في إفريقيا جنوب الصحراء.

وتساءلت في تدوينتها على (فيسبوك) ” ألا يستحق كناوة أن يتعبأ الجميع، بالنظر على الأقل للإشعاع الذي يقدمونه لبلادنا منذ عشرين سنة ؟ وبالنظر للروابط الاجتماعية والروحية التي خلقوها ؟”

وبخصوص التحضيرات للدورة المقبلة لمهرجان كناوة موسيقى العالم، المرتقبة ما بين 21 و 24 يونيو 2018، أجابت بأن “هناك عملا متواصلا ودائما وغير منقطع، على غرار كل سنة، من أجل التحضير لدورة ناجحة”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة