فضيحة بكل المقاييس تلك التي تعرفها الدورة الثانية والعشرين لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، التي تنظم في الفترة من 27 أكتوبر الى 4 نونبر الجاري، حيث تشهد العروض السينمائية شكلا جديدا من الرقابة من خلال “حجاب” أسود يخفي المشاهد التي يعتبرها الرقيب “المعشش” في قلب المركز السينمائي المغربي غير صالحة للعرض إذ ينظر المتفرجون إلى شاشة سوداء في انتظار نهاية المشهد الملعون.
وبهذا السلوك تعود الرقابة إلى السينما من الباب الواسع لمهرحان سينما المؤلف أو “سينما المتخلف” كما يسميه بعض الظرفاء في عهد سيئ الذكر صارم الفاسي الفهري.
وإذا كان مدير المركز السينمائي المغربي أرعن، كان من المفروض أن يتميز القيمون على المهرجان برجاحة عقل وبصرامة ترفض بموجبها برمجة فيلم تعرض للبتر، إن لم يكن من المفروض والواجب والضروري الوقوف في وجه هذه الرعونة التي تحد من حرية التعبير وتعيد الرقابة المقيتة في “أبهى” تجلياتها.
الكثير من الأصوات المنددة علت بسبب هذه الفضيحة، حيث طالب الناقد عادل سمار من رئيس لجنة التحكيم المخرج فوزي بنسعيدي سحب فيلم Poesía Sin Fin للمخرج أليخاندرو جودوروفسكي من المسابقة أصلا وعدم اعتباره واحدا من الأفلام التي دخلت المسابقة مادام تعرض للبتر سبع مرات.
وطالب سمار من الرئيس ولجنة التحكيم التحلي بالشجاعة والوقوف في وجهة هذه الكارثة التي تقف في وجه الإبداع وحرية التعبير.
في السياق ذاته، كتب رشيد نعيم على فايسبوك أن هوامش الحرية بدأت تتقلص في كل مكان في المملكة. “يجب أن تستمر المهرجانات السينمائية لتكون واحات حيث يمكنك التمتع بفيلم في حرية تامة. وأضاف نعيم أن على التأشيرة الثقافية أن تكون حماية للأفلام ويجب أن تضمن لهم هذه المساحة من الحياة والحرية، وخاصة داخل المهرجانات. ويجب على صناع السينما والنقاد والمشاهدين أن يكونوا حريصين، مهما كان الثمن”.
وعرف افتتاح الدورة 22 من المهرجان الذي احتضنه مسرح محمد الخامس بالرباط فوضى عارمة بسبب سوء التنظيم والأعطاب التقنية المتكررة التي أفسدت الحفل وأخرجت المخرج فوزي بنسعيدي عن هدوئه المعتاد.
وعبر فوزي بنسعيدي الذي عرض فيلمه الأخير “وليلي” في حفل الافتتاح عن امتعاضه من سوء عرض الفيلم والمحاولات المتكررة التي افقدت عمله الفني قيمته وجماليته بين غياب الصوت تارة وإهمال الإضاءة داخل قاعة العرض تارة أخرى ما يدل على كثير من الهواية والارتجال في مهرجان وصل دورته 22.
