تذكرة إلى السينما : 1 الجبل بيننا لهاني أبو أسعد

عندما أنتهيت من مشاهدة الفيلم الاخير للمخرج الفلسطيني هاني أبو اسعد، أحسست بإحباط شديد، شعور دعاني لطرح السؤال التالي : هل مرد عدم الرضى هذا هو احساس شخصي مرتبط بانتظاراتي الزائدة للاطلاع على فيلم في نفس مستوى “عمر” أو “الجنة الآن”، أم أن الاحباط مرده فعلا أن “الجبل بيننا” the montain between us فيلم لا يرقى إلى ما عهدناه في هذا المخرج الخلاق؟
الحكاية في مجملها عادية ولا تتميز بجاذبية تذكر بل تعاملت معها السينما مرات ومرات إذ يحكي الفيلم عن غريبين ينتظران رحلة في مطار مدينة (سولت لايك)؛ في ليلة تجتاحها عاصفة ثلجية. (ألكس مارتن) امرأة جذابة، وكاتبة ناجحة، تسافر شرقًا من أجل زفافها المُنتَظر، بينما ينوي الطبيب (بِن باس) العودة ﻹجراء عملية جراحية في القلب لطفل في العاشرة من عمره. فتتعرض طائرتهما لحادث مأساوي إثر العاصفة، فتتحطم وتهوى بمن فيها. ألكس وبِن غريبان عن بعضهما البعض قد تقطعت بهما السبل، فيصبح لزامًا عليهما أن يتوصلا لشكل علاقة تُمكنهما من البقاء على قيد الحياة في هذا المكان النائي، وسط الجبال المُغطاة بالثلوج الكثيفة.

وإذا استثنينا الصعوبة في تصوير المشاهد وسط طبيعة قاسية فإن الفيلم ليس إلا خليطا بين قصة رومنسية على شاكلة تيتانيك مغلفة بشجاعة البطل على شاكلة أفلام سيلفيستر ستالون، حيث تغيب قوة أبو أسعد التي عهدنا في تجارب مختلفة.

فالخط السردي تشوبه لحظات ملل طويلة بالرغم من الأداء الجيد للبطلين لكن القصة لا تحمل جديدا وتعطي الانطباع عن déjàvu.

وعلى ما يبدو فإن المخرج لم ينجح في المزج بين قصة حب والرغبة في البقاء، صحيح أن الخلطة لم تكن هجينة لكنها لم تكن موفقة خصوصا من مبدع اسمه هاني أبو أيعد : أول مخرج عربي يفوز بجائزة «الغولدن غلوب» في 2007 عن فيلمه «الجنة الآن»، والذي ترشح أيضا لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. كما رُشح فيلم آخر من أفلامه وهو «عمر» لأوسكار أفضل فيلم بلغة أجنية عام 2013.

هل الاحباط سببه انتظار الكثير من مخرج كبير؟ أم هي كبوة فنان؟

لا هذا ولا ذلك بعد تفكير تأكدت أن هوليوود تمكنت من تدجين المخرج على شاكلتها المعتادة فمنحنا فيلما مسطحا يمكن استهلاكه مع بعض البوب كورن وكثير من كوكاكولا.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة