قال المفكر والباحث المغربي، علي أومليل، مساء أمس الاثنين بعمان، إن انهيار بعض الدول العربية، أو عدم قدرتها على التحكم في مجموع ترابها الوطني، أرجعها إلى ما قبل الدولة، وأرجع مجتمعاتها إلى الهياكل التقليدية الطائفية والعشائرية والإثنية، “لتصبح ما دون السياسة بمفهومها الحديث”.
وأشار أومليل، الذي استضافه منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، في محاضرة بعنوان “تأملات في وضع عربي جديد”، إلى أن الأحزاب ، وخاصة المدنية منها، في بعض هذه الدول التي عمتها الفوضى، بعد “الربيع العربي”، لم تكن قادرة على قيادة الانتقال الديمقراطي.
وأضاف أنه، نتيجة لذلك، حصل الارتداد إلى العشائرية والطائفية والإثنية التي أصبحت اللاعب الأساسي والفاعل على الساحة، الأمر الذي أرجع مجتمعاتها إلى ما قبل الدولة وما قبل السياسة بمفهومها الحديث التي تؤطرها أحزاب ونقابات مهنية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال إن أي دولة لا يمكن لها أن تقوم على الطائفية، لكون هذه الأخيرة تقوم على المحاصصة والانغلاق، كما أنها لا يمكن أن تكون لها سياسة خارجية وطنية، وأن تولي اهتماما للأغلبية أو الأقلية السياسية بمعناها الحديث.
وأشار إلى أن “الربيع العربي”، كان حركة حقيقية عميقة كونه قام بفعل حراك الطبقة الوسطى التي كانت تطالب بالديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، قبل أن يتحول هذا “الربيع” إلى خراب ودمار، ويصعد خلاله “التكفيريون” بفعل عوامل متعددة.
