الخطر الإلكتروني يهدد أطفالنا وجيوبنا !

إدمان الأطفال على الأنترنت والعالم الرقمي ظاهرة عالمية، وتتداعى الأصوات لحمايتهم من مواقع تجارة الجنس، والمواقع الإجرامية، لكن الكوارث تحلّ حين يزور الأطفال مواقع تسرق الأموال، فيدفع الأهل أموالا باهظة لأخطاء أولادهم.
أبناء الألفية الثالثة هم خبراء العالم الرقمي ودنيا السايبر وخبرات الانترنت والهاتف الذكي، وهذا بحد ذاته يضع أمام أهلهم حاجزا يمنعهم من التدخل فيما يعبث به أبنائهم على الإنترنت وعلى هواتفهم الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي…

في العادة يفكر الأهل مع أنفسهم- كيف أتدخل فيما يشغل ابنتي وهي التي تسعفني في كل المشكلات الإلكترونية التي تواجهني؟ إنها تعرف خيرا مني بالتأكيد ، فلأتركها تفعل ما تريد.

هكذا كان يفكر أبو داليا، وهو يرى تفوق ابنته الإلكتروني يُنقذه في كل لحظة، لذا اشترى لها هاتف آيفون حديث، واشترى لها حاسوبا محمولا تدرس عليه وهي في المرحلة الإعدادية ليضمن لها تفوقا سايبريا مطلقا على أقرانها، علاوة على توفيره التحديثات المستمرة والألعاب الإلكترونية التي ما برحت تطلبها منه، ولكل  ذلك أنفق أموالا طائلة.

وبعد أشهر، وصلت قائمة مصروفات إنترنت وهاتف تبلغ قيمتها  330يورو! حسب تأكيد أبو داليا في حواره مع DW عربية. وحين تقصى الأب المنكوب أوجه الصرف، وجد أنّ داليا تدخل موقعا للدردشة الدولية متصل بلعبة كومبيوترية أنزلتها في تطبيق على الحاسوب المحمول وعلى الهاتف الذكي في آنٍ واحد، وكلما ضغطت على زر المحادثة، طلب منها تأييدا لهويتها، فأعطت له رقم هاتفها المحمول، فيقوم أوتوماتيكيا بتحويل قيمة الدخول حسب الوقت على حساب الهاتف المذكور، وهكذا تصاعدت القائمة.
هذه الأخطار تطرق لها تقرير نشره موقع “بي سي ورلد” مقترحا بضع نقاط توفر بعض الحماية، وأهمها:

*لا تعط أبدا  كلمة السر الخاص بالكومبيوتر الذي تستخدمه، بمعنى صفحة وندوز الخاصة بك، بل اشتر لأولادك كومبيوترا خاصا بهم، أو خصص لهم صفحة وندوز على كومبيوترك منفصلة عن صفحتك.

*خصص لأولدك أوقاتا للنشاط الإلكتروني، ولا تترك لهم الحبل على الغارب وإلا جاءت العواقب وخيمة. وفي هذا الصدد يحذر المختصون من مواقع إباحية تصطاد المراهقين وتقودهم الى ما لا يحمد عقباه.

*استخدم أنظمة الحماية الإلكترونية العائلية، حتى إذا كلفك ذلك مبلغا من المال.

*خصص لأولادك حسابات هاتف محدودة شهريا مدفوعا سلفاً لا تجيز لهم العبث الإلكتروني بلا حدود.

الانترنت كافيه، يصعب مراقبتها وتتيح للأطفال فرصا مفتوحة لزيارة ما يشاؤن على النت.(صورة من الأرشيف)
من جانب آخر، لخص موقع “ناشيونال كونسيومر ليغ” الأمريكي الخاص بحماية المستهلك نصائح الحماية بالتالي:

*تكلم مع أطفالك حول المسموح وغير المسموح به على الإنترنت.
*اكتشف المواقع التي يزورونها وكم يمضون من الوقت عليها، وتصفح مضامينها.

*إشرح لأطفالك ضرورة أن لا يكشفوا قط هوياتهم وهوية جهازك وعنوان البيت وأرقام الهاتف وحتى عنوان الأيميل وأرقام الحسابات المصرفية وما إلى ذلك.

*اكتشف لنفسك ولأهل بيتك تقنيات تتيح لك النفوذ إلى ما يزوره أبناؤك.

*اذا كانت الأسرة تستخدم كومبيوتر واحد فحسب، فضعه في مكان مركزي يتيح للجميع مراقبة شاشة المستخدم دون عناء.

*ضع قوانين ومواقيت أسرية لاستخدام الإنترنت والكومبيوتر عموما.

*شجع أبناؤك ماديا ومعنويا على استخدام الإنترنت لمتابعة دروسهم وتوسيع معرفتهم، وقد يفاجئك أنّ أغلب المناهج موجودة على النت.

*أعلن لأولادك أنّ عليهم إبلاغك بأي تحرش أو مضايقة تأتيهم من شخص ما على الإنترنت، دون أن تعاقبهم أنت أو أمهم على ما فعله المتحرش وتحرمهم من استخدام الإنترنت والكومبيوتر والهاتف الذكي لهذا السبب.

لكن الحقيقة المرة، أنّ كل هذه الإجراءات تتراجع في حال امتلاك الأبناء والبنات هواتف ذكية تسهل عليهم استخدام الانترنت، وهذا هو الحال اليوم و عليك أن تجدّ في البحث عن وسائل حماية جديدة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة