بينهن مغربيات .. سينمائيات عربيات يطالبن بكسر صمت آفة التحرش الجنسي

يشارك سينمائيون عرب في الدورة 68 من مهرجان برليناله السينمائي في حملة دعم حركة “أنا أيضاً” المنددة بالتحرش الجنسي. DW عربية التقت بعض السينمائيات العربيات وسلطت الضوء على التحرش وسبل مواجهته في العالم العربي.
حتى قبل ظهور حملة “أنا أيضاً” سبق للكثير من الممثلات العربيات أن أعلنّ في وسائل الإعلام عن تعرضهن للتحرش الجنسي قبل أو أثناء القيام بعملهن. وبعد نشر صحيفتي  نيويورك تايمز” و”ذا نيويوركر” معلومات عن تورط المنتج السينمائي هارفي وينستين بالتحرش بعشرات الممثلات في هوليوود، تجدد الحديث عن هذه الظاهرة في البلدان العربية.

في المغرب وحده نقلت صحف مغربية خبر تعرض تسع فنانات خلال الأعوام الماضية للتحرش الجنسي مقابل الحصول على أدوار سينمائية خلال مرحلة انتقاء الممثلين أو أثناء التصوير. ورغم أن غالبية المتحرشين يكونون رجالا إلا أن بعض الحالات تكون فيها المتحرشات نساء كما في حالة الممثلة المغربية إلهام واعزيز.

بالنسبة للمخرجة المغربية نرجس النجار التي تقدم العرض الأول لفيلمها الجديد “بلا موطن” في قسم البانورما  في مهرجان البرليناله، فإن المشكلة “ليست وليدة اليوم، بل قديمة”. وتقول في حديث لDW  عربية إن الجديد الآن هو “أن الممثلات والمخرجات بدأن يتحدثن عن ظاهرة التحرش بهن علنا”. وتضيف المخرجة المغربية أنها “تعرف شخصياً الكثير من الممثلات اللواتي تعرضن للتحرش في المغرب”.
أما المخرجة اللبنانية ريم صالح فترى أن الوضع في العالم العربي لا يختلف عما هو عليه الحال في باقي دول العالم. وفي تصريح ل DW عربية تشرح ريم المشاركة بعرض فيلمها التسجيلي “الجمعية” في قسم بانوراما: “بصراحة أنا لا أعرف امرأة لم تتعرض للتحرش الجنسي بشكل آو بآخر سواء في المجال السينمائي أو خارجه”.

ومن بين المراحل التي تكون فيها حدة التحرشات الجنسية كبيرة مرحلة انتقاء اختيار الممثلات للعب أدوار في أفلام جديدة. في هذا الصدد يقول بلال مرميد، الناقد السينمائي المغربي وعضو لجنة اختبار أفلام بانوراما بالبرليناله، في حديث مع DW عربية أن الخطير في الأمر هو “عندما تحرم ممثلات جيدات من أدوار لأنهن لا يرضخن للابتزاز، بينما تُمنح هذه لأخريات لسن أهلا لذلك”.
غير أن الكثير من الممثلات يجدن صعوبة في إثبات عملية التحرش لأنها في الغالب تكون بدون وجود شهود. ومن بين العوامل التي  تمنع الكثير من الممثلات من فضح المتحرشين الخوف من الانتقام وتهرب المخرجين والمنتجين منهن وعدم إسناد أدوار لهن.

في هذا الصدد تقول الممثلة المصرية مبتدئة دنيا (اسم مستعار)، والتي تشارك في البرليناله وتفضل عدم الكشف عن هويتها تفاديا للعواقب إن “الكثير من المنتجين يختارون الممثلات حسب معايير الجسد وليس معايير الموهبة والتمثيل. وعندما يتحرش بك أحدهم وتفضحينه يضعك في اللائحة السوداء ويمنع كل المخرجين الذين يتعامل معهم من إسناد أدوار إليك”.

 

وبالنسبة للناقد السينمائي بلال مرميد فإن الأخطر في الأمر “هو عندما تسمع أن هذا الأمر معمول به ويصبح وكأنه من المسلمات والبديهيات”.

وتتمنى الممثلة المصرية دنيا (اسم مستعار) أن تخصص المخرجات السينمائيات في العالم العربي أفلاما لهذه الظاهرة لتوعية الجماهير بخطورتها. لكن المخرجة المغربية نرجس النجار فتشير إلى أهمية “زرع قيم احترام المرأة داخل المجتمعات العربية لأن المجال السينمائي لا يمكن فصله عن باقي القطاعات وعن المجتمع”.

وسبق لمخرجين عربيين أن أخرجا فليمين تناولا فيهما ظاهرة التحرش في أماكن العمل والشارع، ويتعلق الأمر بفيلم “خلف أبواب مغلقة” للمخرج المغربي محمد عهد بنسودة والفيلم المصري “678” للمخرج محمد دياب الذي يتناول ظاهرة التحرش الجنسي في الشوارع.

عبد الرحمان عمار – برلين

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة