وجدة تستضيف ندوة وطنية حول الجهوية المتقدمة وتحديات التنمية في جهة الشرق


في سياق تكريس جهود الانفتاح والتواصل والتفاعل مع كل الفعاليات في المنطقة، نظم مجلس جهة الشرق أمس الخميس بوجدة (1 مارس 2018)، ندوة وطنية حول “الجهوية المتقدمة، ورهانات التنمية المندمجة والمستدامة”.
وبحث المشاركون في الندوة، التي حضرها منتخبون ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني وخبراء وأكاديميون وطلبة وإعلاميون، بشكل مستضيف قضايا متصلة باستراتيجيات التنمية في علاقتها بالجهوية، وآليات الحكامة المجالية الناجعة، والوسائل الكفيلة بتحقيق غايات التنمية المندمجة والمستدامة في سياق الجهوية المتقدمة. 

وأوضح والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد معاذ الجامعي، في كلمة افتتاح الندوة أنه “إذا كانت تجربة الجهوية المتقدمة لا زالت فتية وفي بداياتها الأولى، فإنها تعتبر واعدة وتجسد الانتقال إلى الديمقراطية ذات البعد التنموي”.

وأضاف الجامعي أن جهة الشرق عرفت “نهضة تنموية منذ الخطاب الملكي السامي لـ 18 مارس 2003، الذي أسس لمبادرة ملكية لتنمية جهة الشرق مكنت من إرساء دعائم تنمية شاملة ومندمجة ومستدامة مزجت بين ما هو اقتصادي واجتماعي وفلاحي وبيئي وثقافي ورياضي وبنيات تحتية وخدمات للقرب ومشاريع همت مجالات مختلفة”. 

وأشار الجامعي، في هذا السياق، إلى أن دستور المملكة لسنة 2011 خص الجهات بمكانة متميزة، سواء بين باقي المؤسسات الدستورية الأخرى، أو بين باقي الجماعات الترابية، حيث جعلها “محور التنمية المجالية وأساس التنظيم الترابي للمملكة من خلال تبني خيار الجهوية المتقدمة كنمط وأسلوب للديمقراطية المحلية”.

من جانبه، اعتبر رئيس مجلس جهة الشرق عبد النبي بعيوي أن هذه الندوة “مناسبة سانحة للتأكيد على أهمية مساهمة وانخراط الجميع في إعداد نموذج تنموي جديد قادر على تقديم الحلول للإكراهات المطروحة، ويستجيب للمتطلبات المتزايدة للتنمية المندمجة والمستدامة”.

وأضاف بعيوي أن هذه التظاهرة تعد “فرصة ثمينة لتعميق البحث وتبادل الآراء حول أفضل المقاربات الواجب اعتمادها فـي هذا السياق، والتي تأخذ بعين الاعتبار مختلف التحولات والنقلة النوعية التي تشهدها جهات المملكة”.

وشدد بعيوي، في هذا الصدد، على أن تفعیل الجهویة المتقدمة يتطلب إخراج ميثاق اللاتمركز إلى حيز الوجود الذي “سيحقق، لا محالة، التناغم المنشود بين المؤسسات الجهوية والإدارات المركزية، وتحدد من خلاله حدود الالتزامات والمسؤوليات”.

في الساق نفسه، أكد رئيس جامعة محمد الأول بوجدة محمد بنقدور أن “توسيع اختصاصات الجهة وتوفير الوسائل القانونية والاعتمادات المالية والموارد البشرية لها، سيمكنها من التدخل في جميع الميادين التي ترتبط بصفة مباشرة أو غير مباشرة بالتنمية، سواء على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي”.

وقال الأستاذ بنقدور إن “ذلك سيمكن الجهة من الاضطلاع بأدوار طلائعية في التنمية المجالية المستدامة، وخلق الشروط الملائمة الكفيلة بالنهوض بالجهة إلى المستوى الذي يتطلع إليه سكانها”، مضيفا أن جامعة محمد الأول تعمل على “الانصهار في واقع الجهة والمساهمة الفعالة في مسار التنمية المستدامة والشاملة، من خلال مواكبة الجهة في المشاريع التنموية والإستراتيجية، لا سيما عبر توسيع العرض الجامعي وملاءمة التكوينات والبحوث العلمية لمتطلبات الجهة”.

وقد تميزت هذه الندوة الوطنية بتقديم الجزء الخاص بجهة الشرق من موسوعة “دفاتر الجهوية بالمغرب”، التي أشرف على تنسيق إعدادها وإخراجها الإعلامي الأستاذ محمد عبد الرحمان برادة.
ويعرض هذا المؤلف (12 جزء)، الذي صدر عن دار النشر “برومو بريس”، المعلومات العامة المتعلقة بالنموذج المغربي للجهوية، جغرافيا وسكانا وتنظيما إداريا، فضلا عن المعطيات الاقتصادية وتلك المرتبطة بالمرافق الاجتماعية والتربوية والثقافية والرياضية والترفيهية وبالثروات غير المادية بصفة عامة.

وقال الأستاذ برادة في تمهيد صدر به أجزاء هذه الموسوعة التي أنجزت بشراكة مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إن مشروع الجهوية المتقدمة يشكل “دعامة جديدة في بناء صرح مغرب الملك محمد السادس، مهندس الأوراش الكبرى ومخطط استراتيجيات التنمية والحداثة والديمقراطية”. كما يشكل هذا المشروع “أداة لتدعيم اللامركزية وتكريس الديمقراطية المحلية ونموذجا متقدما للحكامة المسايرة لرقي الإنسان المغربي ومحيطه الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والبيئي والسياسي”.

وفي كلمة بالمناسبة، قال الأستاذ برادة إنه “لم يكن بإمكان أي شخص مكاني، قضى أزيد من أربعة عقود من عمره في خدمة الإعلام والصحافة والنشر، أن يبقى بعيدا عن المشروع الجديد للحكامة الترابية المتمثل في الجهوية المتقدمة”.

وأضاف أن “فكرة الانخراط في المجهود الإعلامي لمواكبة ورش الجهوية، جاءت بإصدار يتمحور حول ورش الجهوية المتقدمة، ويستجيب لتطلعات الدارس والباحث والطالب والمسؤول الإداري، والمواطن بشكل عام”. 

ويفرد هذا الإصدار، الذي كان قد قدمه الإعلامي برادة إلى جلالة الملك محمد السادس بمناسبة عيد الشباب في غشت 2017، تعريفا مستفيضا بجهات المملكة ال12 وبمؤهلاتها وخصائصها السكانية والجغرافية والتاريخية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والرياضية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة