بلاتر وسط فضيحة الفساد في الفيفا

وسط فضيحة فساد واسعة تطال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا), تتعزز الضغوط على رئيسه جوزيف بلاتر الذي هاجمته الصحافة العالمية وبات سبب توتر روسي اميركي لكنه ما زال مرشحا لولاية خامسة في استحقاق الجمعة طعن فيه الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.

هذا الزلزال الاخير الذي هز الهيئة الدولية بامر من القضاء الاميركي اتخذ الخميس منحى سياسيا دبلوماسيا مع اتهام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بالسعي الى “منع اعادة انتخاب بلاتر”.

ولخص عنوان صحيفة بيلد الالمانية الواسعة الانتشار الخميس حال جميع الصحف العالمية اذ كتبت طالبت بتنحي بلاتر باسم “ملايين من انصار اللعبة”. وقالت انه “لا يمكن الصاق اي تهمة به شخصيا, لكن في الوقت ذاته يغطي منظمة اجرامية تقوم بابقائه في السلطة”.

والامر نفسه عبرت عنه الصحف الانكليزية الصادرة الخميس التي صبت جام غضبها على رئيس الفيفا السويسري البالغ من العمر 79 عاما بعد الزلزالين اللذين ضربا اكبر منظمة رياضية في العالم.

والقضية الاولى اطلقها القضاء الاميركي والثانية القضاء السويسري بتهمة الفساد الواسع النطاق, واوقف بموجبهما في زوريخ سبعة اعضاء منتخبين في الفيفا فيما تمت مداهمة مقره.

وفي فرنسا, استعادت ليبيراسيون مشاهد المافيا من ملصق فيلم العراب وكتبت “فيفا نوسترا”, فيما عنونت صحيفة “ليكيب” الرياضية “ام الفضائح” ونشرت افتتاحية بعنوان “العفن”.

وحد سيب بلاتر حتى الان من ظهوره العلني. فقد غاب اليوم الخميس عن افتتاح المؤتمر الطبي للفيفا في زوريخ حيث كان يفترض ان يلقي كلمة. وقد اعتذر “عن الحضور بسبب الاضطرابات التي شهدتموها من خلال وسائل الاعلام”, بحسب المدير الطبي للفيفا البروفيسور السويسري جيري دفوراك.

وفيما اهتزت الفيفا برمتها, لا يشعر بلاتر بالقلق. فقد اعلن متحدث باسم النيابة العامة السويسرية في رسالة الى وكالة فرانس برس “حتى يومنا هذا, ليس هناك اي جلسة استماع مقررة لبلاتر”.

ويكرر رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ميشال بلاتيني منذ عام ان الفيفا بحاجة الى “هواء نقي” متهما بلاتر بالتشبث بالسلطة “خوفا من الفراغ”. وكان بلاتيني عاد عن الترشح في مواجهة بلاتر في الصيف الفائت.

وصعد الاتحاد الاوروبي المستاء من صورة الفيفا نتيجة مشاكله القضائية, لهجته مساء الاربعاء مطالبا بارجاء المؤتمر وانتخاب رئيس (افتتاح الاعمال مساء الخميس, العمل والتصويت الجمعة) خوفا من حصول “مهزلة”.

والخميس يجمع الاتحاد الاوروبي اعضاءه وهم 54 اتحادا كما جرت العادة تحضيرا للمؤتمر. وقد يستغل الاوروبيون هذه الفرصة لتوجيه رسالة قوية, او ربما حتى بحث مقاطعة المؤتمر.

وحتى الساعة ما زال مقررا عقد المؤتمر وانتخاب رئيس الجمعة. واعتبر رئيس الاتحاد النمساوي ليو وينتنر عبر التلفزيون العام او ار اف ان عقد الاستحقاق “محتمل جدا” كما هو مقرر وكذلك اعادة انتخاب بلاتر, مذكرا بان الكثير من الاتحادات “مرتبطة جدا ببلاتر”. وكرر الاتحاد الافريقي دعمه له بعد ظهر الاربعاء.

وصرح رئيس الاتحاد الفرنسي نويل لو غرايه عبر اذاعة اوروبا 1 “اعتقد ان المؤتمر سينعقد والانتخابات كذلك لان تغيير الانتخاب يتطلب الثلثين. واشك في طلب ثلثين من الناخبين اي رؤساء الاتحادات الارجاء”.

ويؤيد بلاتيني علنا الامير الاردني علي بن الحسين (39 عاما) المرشح الوحيد ضد بلاتر, لكن الاتحادات الاوروبية لم تتخذ موقفا موحدا.

ويجري الانتخاب على قاعدة بسيطة: صوت لكل من الاتحادات ال`209. ويعد الاتحاد الاوروبي 54 عضوا لكنه لا يملك الا 53 صوتا نظرا لعدم اعتراف الفيفا بجبل طارق.

وتملك افريقيا 54 صوتا واسيا 46 وكونكاكاف (امريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) ,35 واوقيانيا 11 وامريكا الجنوبية 10.

واثارت الفضيحة كذلك ردود فعل سياسية منذ تولت وزيرة العدل الاميركية لوريتا لينش بنفسها قيادة الحملة ضد الفساد.

واعاد الامر الى الاذهان اجواء حرب باردة حول كرة القدم. فالخميس اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تستضيف بلاده كاس العالم المقبل في ,2018 الولايات المتحدة بالسعي الى “منع اعادة انتخاب بلاتر”.

وصرح بوتين امام صحافيين اجانب في مقابلة اعاد الكرملين بثها الخميس “الجميع يتذكر الضغوط التي تعرض لها (جوزف بلاتر) لمنع استضافة كاس العالم لكرة القدم في روسيا في 2018”. وقال “انها محاولة واضحة لعرقلة اعادة انتخاب بلاتر رئيسا للفيفا وانتهاك لمبادئ عمل المنظمات الدولية”.

واعتبر ان “عمليات التوقيف تبدو غريبة. لا اعرف ما اذا كان اي من هؤلاء (المسؤولين) قد خالف احد القوانين لكن وفي كل الاحوال الولايات المتحدة لا علاقة لها بالامر. هم ليسوا مواطنين اميركيين واذا حصل امر فهو لم يكن على الاراضي الاميركية والولايات المتحدة لا علاقة لها بكل هذا”. واضاف بوتين انها “محاولة من واشنطن لفرض قوانينها على دول اخرى”.

ورفضت جنوب افريقيا الخميس الاتهامات بالفساد في اطار اختيارها لاستضافة كاس العالم 2010.

وطالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الخميس عبر اذاعة فرانس انتر بارجاء انتخاب رئيس للاتحاد الجمعة.

بدات الضغوط تتفاقم من موارد التمويل للفيفا, فقد ناشدته الاربعاء عدة شركات دولية ترعى كاس العالم ترتيب اوضاعه, ومنها نايكي واديداس وكوكاكولا.

كما ذهبت شركة فيزا ابعد من ذلك وهددت بالانسحاب. واكدت الشركة في بيان انه في حال عدم حدوث اي تغيير “اطلعنا (الفيفا) اننا سنراجع رعايتنا”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة