أكادير تحتضن ندوة وطنية حول واقع وآفاق تنزيل الجهوية المتقدمة في جهة سوس ماسة


شكل موضوع تنزيل الجهوية المتقدمة محور مداخلات ومناقشة خلال الندوة الوطنية التي نظمت أمس الخميس (15 مارس 2018)، في أكادير بمبادرة من مجلس جهة سوس ماسة، وذلك بمساهمة ثلة من الأكاديميين والأساتذة الباحثين والمنتخبين ورجال السلطة المحلية والاقليمية والجهوية، وممثلي المجتمع المدني.
وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء على ضرورة وأهمية تفعيل مجموعة من الإجراءات الكفيلة بضمان تنزيل سليم لنظام الجهوية المتقدمة وفي مقدمتها الحكامة، واللاتركيز، والالتقائية ، والتكوين ، والاستثمار الجيد والفعال للإعلام وآليات التشاور.
وفي هذا السياق أكد الخبير الاقتصادي المغربي، إدريس الكراوي، أن أهم رافعة لتنزيل أحسن للجهوية المتقدمة هي الرافعة الاقتصادية، التي تقتضي العمل على الاستجابة للتطلعات والمطالب المتنامية في ظل الندرة المتفاقمة في الموارد، حيث حدد أربع ركائز رئيسية للاستجابة لهذا التحدي وتتمثل على الخصوص في تطوير قطاع خاص قوي وجذاب، وخلق وتنويع مصادر الانتاج، وتطوير قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ثم استكشاف الإمكانيات المتنامية التي تتيحها الشراكة الدولية.

ومن جهته أكد محمد الضريف، الخبير في التخطيط المجالي وإعداد التراب، أن الحكامة الترابية يمكن أن تشكل مسلكا فاعلا لوضع رؤى تشاركية لخدمة الجهة والوطن، على اعتبار أنها تشكل أسلوبا جيدا للتدبير والحكم، كما تقتضي تعبئة الجميع لخدمة الصالح العام، مذكرا بأن الدستور المغربي لسنة 2011 أورد مجموعة من الآليات لتفعيل الحكامة، ليخلص إلى القول بأن تأسيس مجالس استشارية جهوية تضم مختلف القوى الحية جهويا لإبداء الرأي والتشاور وإنجاز الدراسات، من شأنها أن تشكل أداة فعالة لخدمة وتنزيل أفضل للجهوية.
أما الخبير الإعلامي، الأستاذ محمد الصديق معنينو، فأبرز الأهمية القصوى التي يمكن أن يضطلع بها الإعلام الجهوي المحترف الذي يراعي الشروط والكفاءات المهنية في مواكبة تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة، لاسيما في ظل “الأعاصير الإعلامية” الناتجة عن الانتشار الواسع لوسائل الإعلام والتواصل الحديثة، حيث شدد على أهمية تقيد الممارسة الإعلامية بقواعد المسؤولية وأخلاقيات مهنة الصحافة، والاشتغال في محيط سمته الأساسية الحرية وإعلام القرب والحقيقة.
وأبرز كل عبد العلي الماكوري وإبراهيم كومغار، الأستاذان الباحثان بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، ما جاء به دستور المملكة لسنة 2011 من تكريس لمبادئ الديمقراطية التشاورية في تدبير الشأن الجهوي، علاوة عن تنصيصه على عدد من الآليات التي من شأنها تيسير عملية تنزيل الديمقراطية التشاركية التي تكفل وتعطي المصداقية للقرارات بالنسبة للمواطن. 

وذكر الإعلامي والناشر محمد عبد الرحمان برادة في كلمته بالمراحل التي قطعتها التمثيلية المحلية في المغرب قبل أن تبلغ صيغتها الحالية ممثلة في الجهوية المتقدمة، والتي شكلت موضوع الموسوعة التي أصدرها مؤخرا بعنوان “دفاتر الجهوية” . 

وقد شكلت هذه الندوة فرصة للتعريف بهذه الموسوعة التي تضم 12 كتابا، وهو نفس عدد جهات المملكة حيث يتناول كل كتاب معطيات وافية حول المؤهلات الطبيعية والبشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية حول كل جهة على حدة. 

وقد أعقبت المداخلات التي قاربت موضوع الندوة من مختلف الزوايا نقاش مفتوح طرحت فيه العديد من القضايا المرتبطة بورش تزيل الجهوية المتقدمة خاصة على مستوى جهة سوس ماسة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة