المريزق يقصف الأحزاب ويُحملها مسؤولية العزوف السياسي

وجه المصطفى المريزق، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ورئيس حركة قادمون وقادرون، انتقادات شديدة إلى الأحزاب السياسية،  مُحملا إياها مسؤولية العزوف السياسي والحزبي السائد في المجتمع.

وقال المريزق، في مقال رأي، إن الأحزاب السياسية تحولت منذ الانتخابات الجماعية لسنة 2015،  إلى “كائنات انتخابية بشكل لم يسبق له مثيل، وإلى نسب مئوية متخصصة في أنواع وأشكال التصويت، وإلى أرقام عددية لتصدر المراتب الأولى، وإلى صراعات حول مناصب الفرق المنتخبة والاستشارية والنيابية، بدل الرؤية السياسية الحزبية والتنظيمية”.

وأضاف أن الكل يعلم اليوم أن ” الناس لم تعد تثق سوى في نفسها، بدل الثقة في الأحزاب والمؤسسات، ورغم ذلك تستمر الأحزاب السياسية متشبثة بزعمائها و بمواقعها، متجاهلة أعطابها التنظيمية، وثغراتها التدبيرية”.

وأوضح المريزق أنه “مع أزمة إنتاج وصناعة المفاهيم والبرامج الاجتماعية، انشغلت هذه الأحزاب بالصراعات الهامشية، وبحرب المواقع، والتسلق الطبقي، بدل النقد المجتمعي للسلطة، والتعامل بجرأة مع نبض الشارع وهموم الشعب والجماهير الشعبية”.

وأبرز أن هذا “الإحساس وهذا الشعور، نريد أن نحوله إلى قوة شعبية، ضد إهانة الأحزاب السياسية للمجتمع، وضد ما تمارسه في حق الأطر والكفاءات والشباب والنساء، وضد أهالينا في المغرب العميق، مغرب الهامش، الذي ينتفض كل يوم ضد المركز وحكومته ونخبه ومؤسساته وأحزابه ومنظماته”.

وشدد على أنه بالرجوع إلى جذور الأزمة، يمكن القول “إن الأحزاب السياسية أصبحت اليوم جزء من المشكل، وليست جزء من الحل، في غياب المواثيق الاجتماعية والحوار المجتمعي، ومواجهة الاستئثار بالنفوذ والثروة، وعدم قدرتها على مواجهة الخلايا والشبكات المنغلقة، أو البورجوازية اللقيطة المتعجرفة.

وخلص إلى أن المغاربة لم يعودوا يشعرون بالثقة في القادة السياسيين، بعد اكتشاف فضائهم، ولم يعودوا يشعرون أن هذه الأحزاب تمثلهم، والدليل الملموس هو انخفاض أعداد المنتسبين إليهم والى النقابات العمالية والى الجمعيات بكل اختصاصها.

وعلى ضوء هذا الواقع الحزبي المؤلم، بحسب المتحدث، يمكن فهم ظاهرة العزوف السياسي في جزء منها، ويمكن فهم لماذا لم تعد الجماهير الشعبية تنخرط في فضاءات العملية السياسية لتتبع الشأن العام عن طريق الأحزاب السياسية، بل عن طريق الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، والوقفات الاحتجاجية والمسيرات الشعبية.

 

 

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة