الربسوني وقضية بوعشرين .. الحجاب الذي عليك .. منك

قال محيي الدين ابن عربي مرة “من لا حكمة له لا حكم له”. تذكرت هذه الدرة من درر الشيخ الاكبر وانا اقرأ ما كتبه احمد الريسوني بخصوص قضية بوعشرين. واسمح لنفسي بتوظيفها مع بعض التحوير الذي لا يخل بمعناها العميق.

والحق أن الرجل خانته الحكمة تماما كما خانت المتهم الذي حول مكتبه الى مكان لممارسة مشينة كررها على عاملات بمؤسسته. وبما أن الحكمة قد خانته فإن أي حكم او راي قد يصدر عنه بخصوص هذه القضية لا يمكن الاعتداد به.
ان الريسوني بما اقترفه من سطور لم يخرج فقط عن الرزانة والحصافة التي يفترض في كل فقيه او عالم التحلي بها، بل إنه سمح لنفسه بإصدار رأي عن جهل لأنه اكتفي كما يقول بالاستماع الى طرف واحد ولم يتجشم عناء العلماء الحقيقيين والاستماع الى الطرف الآخر اي المشتكيات اللواتي ملأ صراخهن المؤلم الرحب.

ولم يتحل الرجل بتحفظ العلماء الحقيقيين بل سمح لنفسه بتحويل المشتكيات الي معتديات مغتصبات!!
وبهذا فهو قد وضع نفسه، عن قصد أو من دون قصد، في موضع المعتدي علي تلك المشتكيات، وعلى المرأة المغربية التي ترفض السكوت عما تتعرض له من تحرش واعتداءات خلف الأبواب المغلقة وعلى الأرائك والكنبات بالإكراه البدني والنفسي.
للأسف انك أيها “الفقيه” سمحت لنفسك أن تنظر إلى قضية بوعشرين والتهم الخطيرة الموجهة إليه والمدعومة ب50 شريط فيديو (أتعلم معنى 50 شريطا!؟) من خلف حجاب سميك يخفي للأسف عنك الرؤية.. وكما قال ابن عربي مرة آخر “الحجاب الذي عليك..منك”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة