مكتب المطارات يغدق على شركة بعينها صفقات بالملايير

كشفت وثائق حصل عليها موقع “إحاطة.ما” تخص صفقات أطلقها المكتب الوطني للمطارات عن استفراد شركة بعينها بغالبية الصفقات، كما أن المثير في الأمر هو أن الشركة المعنية، غالبا ما تكون صاحبة أقل مبلغ مالي في صفقات تقدر بالعشرات أطلقت أواخر سنة 2017.

ولا يتعلق الأمر باستحواذ على غالبية الصفقات العمومية التي يطلقها المكتب الوطني للمطارات، بل إن مصادر مطلعة على الملف، تؤكد أن هذه الشركة لا تتوفر على الخبرة الكافية ولا على مراجع تجارية، تثبت أنها بالفعل تتوفر على تجربة في المجال، خاصة وأن الصفقات موزعة بين اقتناء معدات تقنية وتثبيت تجهيزات لوجستيكية للمطارات.

وحسب الوثائق ذاتها فإن شركة تحمل اسم “أولترا نيت ميلتميديا”، ظهرت بشكل ملفت في عهد المدير السابق عبد الحنين بنعلو، ومدير ديوانه أحمد أمين برقليل، استحوذت على غالبية طلبات العروض التي أطلقها المكتب الوطني للمطارات، وهي صفقات بملايين الدراهم، رست على الشركة بشكل يثير الاستغراب، إذ غالبا ما تكون هي صاحبة أقل كلفة لإنجاز المشاريع وتجهيز المطارات.
ففي طلب عروض أطلقه المكتب الوطني للمطارات في شهر أكتوبر من العام الماضي، لاقتناء معدات تقنية لمحاربة الطيور والحيوانات عن مدرجات الطائرات في مختلف المطارات، فازت الشركة بصفقة تقدر بـ370 مليون سنتيم، بعدما دخلت مع منافس وحيد وقدمت عرضا أقل من منافستها.

وحسب المصدر ذاته، فإن الشركة دخلت في مناقصة إلى جانب شركة ثانية، ليكونا وحدهما المتنافستين، ووفق مصدر إحاطة.ما فإن الشركة المنافسة هنا هي “أيروبورت رايواي” وهي في الوقت ذاته تعود للمالك ذاته لـ”الترا نيت ميلتميديا”.

وقبلها فقط بخمس أيام أي في 11 أكتوبر من 2017، عادت الشركة ذاتها لتفوز بصفقة جديدة تتعلق باقتناء عربات الحقائب الخاصة بالمسافرين (شاريو) لمطارت مغربية مختلفة، وهنا ايضا تمكنت الشركة من تقديم أقل عرض مالي وتقني، بعدما اقترحت مبلغ بالدولار للصفقة يقدر بـ320 مليون درهم، وهو عرض يقل بأزيد من 100 مليون سنتيم عما تقدمت الشركات المنافسة.
وتميز شهر أكتوبر من سنة 2017 بكونه شهر المجد المالي للشركة، إذ عاد المكتب الوطني لمطارات ليختار الشركة نفسها اياما قليلة بعدها، إذ بتاريخ 23 أكتوبر 2017، رسى الاختيار من جديد على الشركة ذاتها في صفقة تجهيز كراسي المسافرين بالمطارات، وهي صفقة كبيرة بلغت مليار و32 مليون سنتيم.
وقبل أن ينقضي شهر أكتوبر ذاته، دخلت شركة “الترا نيت ميلتميديا” مناقصة جديدة في 30 أكتوبر 2017، لكن هذه المرة دخلتها لوحدها، لتجد نفسها الوحيدة المتنافسة على صفقة تجهيز المطارات المغربية بآليات لرصد المتفجرات والممنوعات كالمخدرات، إضافة إلى قطع الغيار الخاصة بصيانة هذه الاجهزة، وهي صفقة تجاوزت مبلغ مليون و180 ألف درهم، أي ما يقارب 120 مليون سنتيم.
وتكشف الوثائق ذاتها التي يتوفر “إحاطة.ما” على نسخ منها، أن بعد ايام قليلة من آخر صفقة، عادت الشركة ذاتها في 13 من شهر نونبر 2017، من الدخول في مناقصة جديدة ولوحدها من جديد، وهي مناقصة أطلقها المكتب الوطني للمطارات تتعلق بتجهيز سلالم متحركة للمحطة الثانية بمطار محمد الخامس، لتفوز من جديد الشركة بها وهي صفقة فاقت 19 مليون درهم.
والمثير في قراءة لنموذج من الصفقات التي عقدها المكتب الوطني للمطارات مع الشركة ذاتها، أنها تلجأ إلى دخول مناقصات مع منافسين، إذ تعمد إلى تقديم أبخس الأثمان، لكنها عندما تدخل مناقصة بمفردها فإن المبلغ غالبا ما يتعدى ملايين الدراهم.
المثير أيضا أن الشركة ذاتها مرة تقدم عرضها بالدرهم المغربي ومرة بالعملة الصعبة سواء بالدولار أو بالأورو.

المصادر ذاتها قالت إن المفتحصين وقفوا على عدد كبير من الخروقات التي تمنح الشركة هذه امتيازات بعشرات الملايين من الدراهم، وأنها تستفيد من علاقات مع مسؤولين نافذين في المكتب الوطني للمطارات.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة