وجدة: “عاصمة الثقافة العربية 2018” في سياق جمود ثقافي وفني

تتواصل بمدينة وجدة فعاليات ” العاصمة الثقافية لسنة 2018″، من خلال تقديم عروض مسرحية وموسيقية محلية وتنظيم ندوات ولقاءات فنية وفكرية. وفي سياق يتسم بركود ثقافي وفني، حيث يُسجل غياب حياة ثقافية وفنية وفكرية، أُعطيت الانطلاقة الرسمية للتظاهرة يوم الجمعة الماضي، التي تميزت بتقديم درع التكريم للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش تسلمه السفير الفلسطيني بالرباط جمال الشوبكي، والذي اختير كرمز “العطاء للثقافة العربية” للعام 2018.

وأكد محمد الاعرج، وزير الثقافة والاتصال، في تصريحات صحفية أدلى بها على هامش الحفل الافتتاحي للتظاهرة، أن اختيار وجدة عاصمة للثقافة العربية يُشكل اعترافا للمؤهلات الثقافية التي تزخر بها المنطقة، مُضيفا أن اختيار المدينة جاء تتويجا للمنجز المغربي في المجال الثقافي. وأعلن أن عددا من الدول العربية ستقوم بتنظيم أيام ثقافية بالمدينة طيلة سنة التي تستغرقها التظاهرة.

وقال الوزير إن  برنامج التظاهرة التي ستمتد إلى غاية 29 مارس  2019 ، يضم 910 نشطا فنيا وثقافيا ومهرجانات وندوات فكرية وتكريم شخصيات ثقافية.وستعرف التظاهرة مشاركة حوالي 1200 مثقف وفنان. وستتوج بإعلان “ميثاق وجدة عاصمة للثقافة العربية” على أن يتسلم السودان مشعل عاصمة الثقافة العربية الذي سيحوّل في العام 2019 إلى مدينة بورتسودان.

وتستقبل وجدة فعاليات العاصمة الثقافية في ظروف يغلب عليها الركود الثقافي والفني، وحتى السياحي والتجاري (جراء إغلاق الحدود)، ما ينعكس سلبا على الدينامية الثقافية للمدينة. ورغم وجود مسرح محمد السادس، الذي يشكل معلمة حقيقية للمدينة، والذي احتضن الحفل الافتتاحي، إلا أن وجدة تعيش نكسة ثقافية، بحيث أغلقت كل القاعات السينمائية التي كانت تفتخر بها المدينة إلى حدود نهاية الثمانينيات، وهو ما  أثار استياء وغضب  أبناء المدينة والمهتمين بشأنها الثقافي على وجه الخصوص.  ففي الوقت الذي كانت المدينة تضم أزيد من عشر قاعات سينمائية سنوات الستينات والسبعينات والثمانينات، أبرزها سينما “باريس” و”النصر” و”كوليزي” و”المعراج”، لم تعد عاصمة الشرق تضم  أية قاعة سينمائية، رغم احتضانها السنوي لمهرجانين سينمائيين وملتقيين للهواة حول السينما.

وتسلمت وجدة شعلة عاصمة الثقافة العربية في مارس الماضي من مدينة الأقصر في مصر.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة