مفتاح يؤكد ضرورة التزام الحذر إزاء المعلومات المنشورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي

حذر رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، السيد نورالدين مفتاح، بمناسبة يوم الاعلام العربي الذي يحتفى به في 21 أبريل من كل سنة، من المعلومات المنشورة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تكون غالبا “عشوائية” و”زائفة”.

وأوضح السيد مفتاح، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة يوم الإعلام العربي، أنه يوجد نوعان من الأخبار، الأخبار المهنية المحررة من طرف صحفيين، و”الأخبار العشوائية المنشورة من طرف أشخاص على شبكات التواصل الاجتماعي”.

وأعرب السيد مفتاح، عن أسفه لوجود لوبيات تستعمل شبكات التواصل الاجتماعي أو وسائل اتصال أخرى للتلاعب بالخبر المتعلق بمواضيع بالغة الجدية، مذكرا في هذا الصدد، بفضيحة مؤسس ومالك شركة (فيسبوك) مارك زوكربيرج، الذي تم الاستماع إليه من طرف الكونغرس الأمريكي، للاشتباه في تأثير (فايسبوك) على الانتخابات الأمريكية، بجمع معطيات مستخدمي الشبكة لفائدة (كامبريدج أناليتيكا)، وهو مكتب يقدم الاستشارة السياسية، كان يعمل لحساب دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة.

وأوضح السيد مفتاح، في معرض رده على سؤال حول السبل الكفيلة لمواجهة هذه الظاهرة، أنه خلافا لشبكات التواصل الاجتماعي، تتوفر الجريدة أو المؤسسة الإعلامية على صحفيين يخضع عملهم لقواعد أخلاقية، تقتضي منهم نشر أخبار ذات مصداقية وتمنعهم منعا كليا من التلاعب بالخبر.

وقال إن “الصحفي هو مهني يكرس كل وقته للتأكد من الخبر”، مسجلا أنه “عندما يصدر خبر من الصحفي، فهذا الخبر يصبح مهما بالنسبة للمجتمع، لأنه يمكن من متابعة عمل الفاعلين العامين ويطلع المواطن على ما يجري في بيئته”. كما اعتبر رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف أن “الأخبار الكاذبة” هي نتيجة لنهاية احتكار الصحفي للخبر كما في السابق، معربا عن أسفه لكون “الخبر اليوم أصبح عشوائيا وغير منظم”، مستشهدا بعدة “أخبار كاذبة”، تم نشرها من طرف شبكات التواصل الاجتماعي، بينما تنحو إلى “تهديد النظام العام”.

وبخصوص المشهد الإعلامي العربي، أوضح السيد مفتاح أن عدة جرائد عربية توقفت عن الصدور، فيما اختارت أخرى الصدور على شكل إلكتروني.

وأشار إلى أن ظهور الصحافة الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي أثر كثيرا على الصحافة الورقية، مبرزا أن دراسة تم نشرها مؤخرا في دبي، تؤكد إمكانية الاختفاء الكلي لوسائل الإعلام التقليدية، كالإذاعة والتلفزيون والجرائد متم سنة 2047.

وأعرب السيد مفتاح كذلك عن أسفه للدعم المادي “غير الكافي” الذي تحصل عليه الصحافة الورقية الوطنية، مذكرا بأن تلك الميزانية، التي تستفيد منها 100 جريدة مغربية في المجموع، “لا تتعدى 65 مليون درهم سنويا”.

لكنه نوه بالجهود المبذولة على المستوى الوطني لمواجهة هذا التحدي، مشيرا إلى أن الفيدرالية المغربية لناشري الصحف وقعت في 2005، على عقد برنامج مع الحكومة، يروم تنمية وتحسين مستوى وظروف العمل ومردودية الصحافة الورقية.

علاوة عن ذلك، أشار رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف إلى أن الدعم العمومي تم تكريسه في قانون الصحافة الجديد، كما تم اتخاذ قرار بمنح دعم مادي لمقاولات التوزيع والمطابع.

وأضاف أن هناك مباحثات قائمة مع الحكومة الحالية لإرساء صندوق لدعم القراءة في المغرب، بكلفة إجمالية تبلغ حوالي 30 مليون درهم، لتشجيع القراءة والمساهمة في نفس الوقت في استمرارية الصحافة الورقية.

وأبرز رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، أن النموذج الاقتصادي للصحافة الإلكترونية يرتكز في غالب الأحيان على الأخبار المجانية والإشهار المؤدى عنه، مسجلا أن اسعار الإشهار تبقى ضعيفة نسبية مقارنة مع دول المنطقة.

ويتم الاحتفاء كل سنة بيوم الإعلام العربي في 21 أبريل، وتم إقرار هذا اليوم من طرف الجامعة العربية لتشجيع التعاون بين المؤسسات الإعلامية العربية والإعلاميين العرب، وكذا التشجع على تطوير أشكال جديدة للتعاون الإعلامي العربي ومناقشة كل المواضيع المهمة التي تهم وسائل الإعلام العربية، وتحسين مردوديتها وتمكين الإعلام العربي من مواكبة التغيرات الذي يشهدها القطاع.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة