المغرب وأمريكا اللاتينية يتقاسمان روابط تاريخية تستحق دراسات معمقة

أكد أكاديميون مغاربة، اليوم الخميس بالرباط، أن المغرب وأمريكا اللاتينية يتقاسمان روابط تاريخية تستحق دراسات معمقة.

وسلط هؤلاء الأكاديميون، خلال الدورة 45 لأكاديمية المملكة المغربية، المنظمة من 24 إلى 26 أبريل، حول موضوع “أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير”، الضوء على التاريخ والقيم والمواقف المشتركة بين المغرب وأمريكا اللاتينية، “التي تم تأكيدها من طرف كافة المؤرخين والباحثين”، مبرزين الالتزام الثابت للمملكة لفائدة التقارب مع بلدان أمريكا اللاتينية.

وهكذا، قالت الأستاذة الجامعية والدبلوماسية السابقة، السيدة عزيزة بناني، إن نجاح المغامرة الأطلسية للرحالة كريستوف كولومبوس نحو الغرب يرجع بالأساس إلى تقدم معارف إسبانيا المسلمة في ميادين علم الفلك وعلم الخرائط والملاحة.

وأشارت السيدة بناني إلى أن المسلمين واليهود نقلوا معهم من إسبانيا نحو المغرب، إرثهم الثقافي الغني، مضيفة أن “أثر هذه الحضارة التي عبرت الأطلسي في صمود واندماج عالمي، خلفت آثارا لاتزال ملموسة في بلدان عديدة في القارة الأمريكية”.

من جهته، أكد عضو أكاديمية المملكة المغربية، السيد الحسين واكاك، أن المغرب أبدى دائما اهتماما بثقافة أمريكا اللاتينية وبدراسة تاريخها، مسجلا أن زيارة جلالة الملك محمد السادس سنة 2004 لعدد من بلدان أمريكا اللاتينية، أرست دبلوماسية جديدة ووعيا قاد إلى تعزيز علاقات الصداقة والأخوة مع بلدان هذه المنطقة.

وشدد أستاذ التاريخ على أن السياسة الملكية توجت بسلسلة من سحب الاعترافات بالكيان الوهمي، وانهزام الطرح الانفصالي للبوليساريو بفضل الرؤية الملكية المتبصرة الرامية إلى منح الصحراء المغربية حكما ذاتيا.

من جانبه، استعرض عضو أكاديمية المملكة، السيد محمد الكتاني، تاريخ التحولات الاجتماعية بأمريكا اللاتينية ومختلف الأجيال التي عاشت واندمجت في المجتمعات اللاتينية، مبرزا مساهمة المهاجرين في الدينامية الثقافية لهذه المنطقة عبر التعبير عن هويتهم.

أما أستاذ التاريخ المعاصر لأمريكا اللاتينية بكلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالرباط، السيد عبد الواحد أكمير، فأبرز حضور الجالية العربية في الحياة السياسية بأمريكا اللاتينية، والمميزات الرئيسية لهذه المشاركة وانعكاساتها على توجيه سياسة بلدان المنطقة، لاسيما في ما يتصل بالقضايا التي تهم العالم العربي.

وركزت هذه الدورة على الواقع الاقتصادي والسياسي والثقافي لهذه المنطقة، وبالأساس، دينامية العلاقات مع المغرب.

وترتكز الخطوط العريضة لهذا اللقاء حول المحور الجيوسياسي، مع التركيز على الإقلاع الاقتصادي لبعض بلدان أمريكا اللاتينية التي تعد اليوم جزء من مجموعة الـ20 ، وكذا حول الوعي الثقافي على اعتبار أن أزيد من 10 جوائز نوبل للأدب قد تم منحها لمثقفين من أمريكا اللاتينية.

وتناقش هذه الدورة مواضيع تهم على وجه الخصوص “أمريكا اللاتينية كفضاء جيو استراتيجي جديد”، و”النماذج التنموية بأمريكا اللاتينية”، و”تجربة الانتقال بأمريكا اللاتينية”، و”المغرب والعالم العربي وأمريكا اللاتينية”، و “أمريكا اللاتينية في تاريخ الأدب العربي المعاصر”، و “المغرب وأمريكا اللاتينية: دبلوماسية الانفتاح والتقارب والاندماج الاقتصادي”.

يذكر أن هذه الدورة جاءت في أعقاب سلسلة من المحاضرات والمؤتمرات الموضوعاتية الخاصة بأمريكا اللاتينية التي أطرتها شخصيات فكرية وسياسية مرموقة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة