نجاح باهر لأشغال الدورة 45 لأكاديمية المملكة المغربية

اختتمت أشغال الدورة 45 لأكاديمية المملكة، المنعقدة حول موضوع “أمريكا اللاتينية أفقا للتفكير” يوم الخميس26 أبريل، بتنظيم حفل تميز بلحظتين قويتين: تكريم المفكر محمد شفيق وتوقيع اتفاقية تعاون بين مؤسسة أكاديمية المملكة المغربية للتعاون الثقافي ومركز محمد السادس لحوار الحضارات في كوكيمبو ، شيلي.

على مدار ثلاثة أيام ، شهدت أشغال هذه الدورة نقاشا غنيا، توزع بين 5 جلسات عمل و40 عرضا قدمها خبراء ينتمون إلى 7 بلدان، تغطي الجوانب الجيوسياسية والاقتصادية ، بالإضافة إلى نظرة متعمقة حول التحولات الثقافية والمجتمعية في هذه المنطقة.

وكانت مواضيع هذه الدورة متنوعة وهمت بالأخص “أمريكا اللاتينية كفضاء جيوستراتيجي جديد” ، “التزام إفريقيا-أمريكا اللاتينية وبناء واقع جديد” ، “نماذج التنمية في أمريكا اللاتينية “، أو”الثورة التعليمية كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في أمريكا اللاتينية “.

كما كانت هذه الدورة فرصة لتقديم الغنى الثقافي للمغرب وإلقاء الضوء على مختلف القضايا الحاسمة والراهنة للمملكة ، وعلى رأسها قضية الصحراء.

بالنسبة للسيد عبد الجليل الحجمري ، أمين السر الدائم للأكاديمية ، شكلت هذه الدورة “لقاء استثنائيا ولحظة تاريخية ثمينة بالنظر إلى الروابط التاريخية والثقافية التي تربط أمريكا اللاتينية بالمغرب والعالم العربي”.

“أمريكا اللاتينية هي قارة صحوة التحدي والأمل (…) هذه القارة تتوفر على تاريخ غني ، انطلاقا من حركات التحرر ، وصولا إلى نزاعات مسلحة مرورا بسقوط الدكتاتوريات ، وقد ساعد هذا في خلق خيال لا ينضب وذي رمزية قوية جدا “، مشددا على” الحاجة إلى بناء علاقة ديناميكية وطموحة ، تستند إلى الإصغاء المتبادل ، خصوصا في سياق يتسم بالعولمة القوية والمهيمنة “.

وشهدت هذه الدورة مشاركة كبار الشخصيات المغربية والأمريكية اللاتينية بما فيها السيد لويس سولاري دي لا فوينتي ، رئيس وزراء بيرو السابق ؛ كريستوفام ريكاردو كافالكانتي بواركي ، سيناتور برازيلي ؛ لويس غونزاليس بوزادا ، الوزير السابق وسفير بيرو لدى منظمة الدول الأمريكية ؛ إدغاردو ريفيروس مارين ، نائب وزير خارجية شيلي ؛ أو السيد ميلتون كوهين – هنريكيس ساسو ، سفير جمهورية بنما في إسبانيا.

وفي إطار التحضير لهذا اللقاء، نظمت الأكاديمية سلسلة من الندوات الموضوعاتية شاركت فيها شخصيات بارزة مثل السيد فيرناندو كولور دي ميلو ، رئيس البرازيل السابق ، مارسيلينو أوريجا أغيري ، الرئيس الفخري للأكاديمية الملكية للعلوم الأخلاقية والسياسية في إسبانيا ، كارلوس أنطونيو كاراسكو ، سفير بوليفيا لدى اليونسكو وأحمد حرزني سفير متجول لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

جدير بالذكر أن مركز محمد السادس للحوار بين الحضارات بكوكيمبو (تقع عن 471 كلم من العاصمة سانتياغو)  والذي تأسس في عام 2007 ، في سياق التقارب بين مختلف الشعوب والعرقيات والأديان والثقافات ، يهدف إلى خلق جسور التواصل والتبادل الثقافي وتعزيز الروابط بين المغرب والشيلي.
منذ 2017 ، و المركز جزء لا يتجزأ من السفارة المغربية في الشيلي ويتمتع بوضع جديد ، وهو أول مركز تم منحه لمركز في أمريكا اللاتينية ، وذلك بفضل اتفاقية ثنائية بين المغرب والشيلي، التي تؤسس للدور الرائد لهذا المكان الرفيع للثقافة المغربية في هذا البلد.
ويتوفر المركز بهذا الخصوص على برنامج غني من الأنشطة الثقافية والفنية (الخط ، الأدب ، تعليم اللغة العربية ، ورشات عمل الأفلام …) ، بالإضافة إلى ترجمة ونشر الأعمال الأدبية بالإضافة إلى تنظيم المؤتمرات واللقاءات الفكرية.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة