انتصار OCP في قضية قرصنة باخرة الفوسفاط .. أسرار حكاية تستحق أن تروى

لم يجد بوليساريو غير حفنة من المنتمين لحزب مقاتلي الحرية الإقتصادية، الذي يقوده جوليوس ماليما من أجل الدفاع عنها، والاحتجاج أمام السفارة المغربية ب”بريتوريا” يوم الخميس 10 ماي 2018. حزب فاشي ودموي شعاره أغنية تدعو لقتل البيض ذوي الأصول الأوربية في جنوب إفريقيا.

والسبب، الهزيمة التي مني بها بوليساريو في قضية “قرصنة” جنوب افريقيا لباخرة تحمل شحنة فوسفاط مغربي.. هزيمة خلطت أوراق بوليساريو والجزائر بعد التحول المفاجئ الذي كافأ مجهودات المجمع الشريف للفوسفاط. كيف ذلك؟

في ماي 2017 ، لم يكن ربان باخرة “تشيري بلوسوم” يتخيل أن دخوله المياه الاقليمية لجنوب إفريقيا، من أجل التزود بالفيول ثم إكمال رحلته نحو نيوزيلاندا ، سيفجر معركة ستدوم سنة كاملة، ظاهرها قانوني وباطنها سياسي.

حجزت السلطات في جنوب افريقيا الباخرة وتقدم في حينها بوليساريو بملف للمحكمة من 300 ورقة، ما يدل على أن الأمور لم تكن عفوية بل مدبرة منذ مدة.

وطلبت المحكمة نفسها من الجانب المغربي المتمثل في المجمع الشريف للفوسفاط، وضع “ضمانة” مالية، وهو الأمر الذي رفضه OCP الذي انسحبت من القضية بعد تأكده أن الأمر مكيدة سياسية حيكت في الظلام وليس ترافعا قضائيا ستعلو فيه كلمة القانون وتواجه الحجة بالحجة. فكيف يعقل أن تبث محكمة “محلية” في قضية دولية يبث فيها مجلس الأمن؟

فأصدرت المجموعة بلاغا في شهر يوليوز 2017 ، بعد القرار القضائي ذي الصبغة السياسية والمفتقد لأي أسس قانونية، تعلن فيه رفضها المشاركة في محاكمة صورية.

فعاقبت المحكمة الجنوب افريقية المغرب لأنه لم يدخل اللعبة أصلا، وقضت من ناحية الشكل بأن تكون الشحنة لصالح بوليساريو.

انتشى خصم المغرب بهذا الانتصار الصغير، وطبل له المساندون قبل أن يستفيقوا على كابوس : لا أحد يريد شراء شحنة الفوسفاط المقرصنة ما يدل على أن المنتظم الدولي لا يوافق على ماذهبت إليه محكمة بور إيليزابث، وبقيت بضاعة بوليساريا بائرة لم تقترب منها الشركات الاوربية ولا الامريكية ولا حتى الشركات الجنوب إفريقية أو الجزائرية.

نائب الرئيس التنفيذي المكلف بالشؤون القانونية ب OCP، قال في هذا الصدد “بعد المحاولات اليائسة لبيع الشحنة، يدل رفض الفاعلين الدوليين تقديم أي عرض دليلا قاطعا على عدم شرعية الملكية الممنوحة من المحكمة للبوليساريو”.

وبعد حوالي ثماني أشهر من الاحتجاز طلب صاحب الباخرة من المحكمة بيع الشحنة عن طريق مزاد علني لتحرير باخرته.

مرة أخرى لم تدخل المزاد شركة واحدة، رغم تمديد آجال البيع أربع مرات، فاضطر صاحب الباخرة إلى تقديم عرض يتضمن سداد 79 ألف دولار من الرسوم، وعرض تجاري يتمثل في دولار رمزي.

وستأتي الخطوة النهائية عندما اقتنت OCP الحمولة بنفس القيمة، أي دولار واحد، التي دفعها صاحب الباخرة سابقا، فور وصولها إلى المياه الدولية.

كانت الصفعة المغربية قوية، فالتزمت بوليساريو أولا الصمت ساعات، دون التعليق على ما وقع خصوصا أنها باعت الوهم لحلفائها حيث كان محاميها يردد في كل مكان أن مداخيل عملية جنوب إفريقيا سيتم بها تمويل عمليات قرصنة مماثلة ببلدان أخرى. ثم تحركت آلة الدعاية ثانيا لنشر الأكاذيب حيث ادعت أن شركة فوسبوكراع المالك الشرعي للشحنة اقتنتها بخمسة ملايين دولار.

لتنتهي أطوار فيلم حركة وقرصنة لعبته بوليساريو ومن يساندها، فانقلب في آخر المطاف إلى نهاية دونكيشوطية يحاربون فيها طواحين الهواء ..

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة