تسونامي فيديو كليب يضرب أمريكا .. مفاتيح لفهم الظاهرة

“هذه أميركا This is America”، ظُلم تجاه أصحاب البشرة السمراء، قتلٌ واستعباد. هكذا يراها مغني الراب الأميركي الأسمر تشايلديش غامبينو.

أغنية This is America انتشرت بسرعة كبيرة عبر يوتيوب، حتى وصل عدد مشاهديها إلى ما يزيد على 60 مليون خلال 4 أيام فقط من طرحها، وتركت الجمهور في حيرة حول الهدف منها، ورمزية بعض المشاهد التي ظهرت في الأغنية.

ويتناول المقطع المصور للأغنية، سياسة أميركا العنصرية، وتساهلها مع تجارة السلاح، في محاولة لإيصال رسالة للعالم حول المخاوف التي يواجهها السود، والناس المهمشون حول العالم، بطريقة تشكل تحديًا بصريًا وعاطفيًا مذهلًا للجمهور، وفقًا لموقع “إن بي آر”.

ويظهر رجل أسود في بداية الأغنية وهو يعزف على الغيتار، في حين يكون غلوفر مديرًا ظهره للكاميرا، عاري الصدر، قبل أن يطلق النار من الخلف على رأس عازف الغيتار، الذي يظهر هذه المرة مغطى الرأس مكبل اليدين، في الصدمة الأولى التي يوجهها غلوفر للجمهور.

ويستمر غلوفر بالرقص والغناء مع مجموعة من الراقصين السود، قبل أن يطلق النار مجددًا على جوقة إنجيلية من السود، مشيرًا بشكل واضح إلى حادثة إطلاق النار الجماعي، العنصرية، على كنيسة تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية الأميركية عام 2015، والتي تعتبر واحدة من أقدم كنائس السود في الولايات المتحدة.

وتظهر سيارات شرطة أيضًا في المقطع المصور، وبجانبها سيارة محترقة، وحولها يرقص غلوفر مع مجموعة الراقصين السود، في تلميح لطريقة تعاطي رجال الشرطة مع الأميركيين الأفارقة، ووحشيتهم تجاههم، كما تتحدث كلمات الأغنية عن انتشار السلاح والعنف في الولايات المتحدة، من دون رقابة، في إشارة واضحة لعدد الأشخاص الهائل الذين يقتلون يوميًا بسبب ذلك.

ويظهر غلوفر في المشهد الختامي للفيديو الذي يستمر قرابة 4 دقائق، راكضًا هربًا من حشد من الناس، وعلى وجهه تبدو علامات الرعب، ويعتقد البعض أنه يشير بذلك إلى مشاهد تتحدث عن العنصرية في فيلم Get Out لجوردان بيليه، الذي صدر عام 2017، وحاز على جوائز عديدة.

ومن لبن المشاهد المثيرة، ظهور صورة سيارة قديمة مغطاة بالغبار موديل ثمانينيات القرن الماضي، يصعد عليها غلوفر وهو يغني.

وقد تحدث مستخدمون عن تلميح هذا المشهد بالمشهد المحذوف من أغنية Black or White للمغني الراحل مايكل جاكسون، والتي ناقش فيها عدم المساواة بين البيض والسود.

https://www.youtube.com/watch?time_continue=264&v=iADmTE96osc

في المشهد الذي يطلق فيه تشايلدش غامبينو النار على الضحية ذات الوجه المخفي من الخلف، يأخذ تشايلدش غامبينو وضع الشخصية الكاريكاتيرية “جيم كرو” وهي شخصية شعبية، اخترعها المؤلف المسرحي توماس رايس، وأداها بعد أن دهن وجهه باللون الأسود، مقدمًا من خلالها شخصية الرجل ذي البشرة السمراء على أنه “غبي وجاهل وأقل استحقاقًا للإنسانية”.

جيم كرو ليس مجرد شخصية كاريكاتيرية بالنسبة لأصحاب البشرة السمراء في الولايات المتحدة، جيم كرو هي أيضًا مجموعة قوانين للفصل العنصري، خاضت ضدها حركات التحرر نضالًا طويلًا.

 

تعليقات وتحليلات الجمهور – وخاصة الأميركيين السود -، لا تنتهي على كل تفصيلة في الأغنية.

وسواء كانت توقعاتهم دقيقة أم لا، فلا شك في أن الأغنية حققت نجاحاً كبيراً، بدليل انتشارها بسرعة والمشاهدات العالية التي حققتها.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة