الناقد السينمائي أحمد بوغابة “يعود” إلى رفاقه في “مايو 68”

يحتفل مهرجان “لا شارنيير” L’acahrnière بمدينة ليل، في شمال فرنسا، بذكرى مرور نصف قرن، 50 سنة، على الانتفاضة التي عرفتها فرنسا في مايو 1968 والتي التحم فيها العمال والفلاحين والطلبة والأساتذة والمثقفين وأيضا السينمائيين ومختلف الفنانين الملتزمين بقضايا شعبهم، والتي ستنتشر عبر أوروبا والعالم. وهي السنة التي سيفرض فيها السينمائيون، من بينهم جان لوك غودار وفرانسوا تريفو، على توقيف دورة مايو 68 لمهرجان “كان” الذي صادف يوم 18 مايو بالضبط.

وسيعرض مهرجان “لاشارنيير”، بهذه المناسبة، في دورته 38، طيلة 4 أيام، ومن الصباح الباكر إلى ساعة متأخرة من الليل، مجموعة من الأفلام التي صورت انتفاضة مايو 68 وواكبتها كأفلام وثائقية، وأخرى روائية التي ظهرت بعد الانتفاضة، وتكريم بعض الأسماء السينمائية التي اشتغلت في أجواء نضالية حينها خاصة التقنيين من المصورين والمونطاج، لأنه مهرجان نضالي بالمعنى الحرفي والسياسي للكلمة

تدير مهرجان “لا شارنيير” الناقدة والباحثة السينمائية والأستاذة الجامعية المتخصصة لويزيت فارينيو (Louisette Farenniaux) وهي معروفة في فرنسا بنضالها اليومي لصالح المهاجرين واللاجئين والمشردين بمعية الشاب المغربي النشيط والفاعل الجمعوي يوسف سيد علي

وسيتم عرض فيلم “أحداث بدون دلالة” للمخرج المغربي مصطفى الدرقاوي باقتراح من الناقد السينمائي أحمد بوغابة الذي سيقوم بتقديمه وإدارة الحوار حوله. وقد اختار الناقد هذا الفيلم باعتباره الأكثر تمثيلية في نظره لسينما ما بعد انتفاضة مايو 68 في تأثيرها على السينما المغربة، وكان المخرج مصطفى الدرقاوي قد عاش أطوار الانتفاضة وصور أجزاء منها مع سينمائيين فرنسيين في اجتماعاتهم وحاور بعضهم في فيلم وثائقي. كما أن فيلم “أحداث بدون دلالة” كان قد تعرض للمنع منذ انتاجه سنة 1974 واستمر المنع إلى حدود سنة 1992 حيث لم يعرض حينها إلا عرضين رسميين في الرباط والدار البيضاء.

وسيشارك أحمد بوغابة في ذات الوقت في لجنة التحكيم الرسمية للمهرجان الذي يضم في برنامجه جميع أنواع الأفلام في المجال السمعي البصري، الطويلة والقصيرة الروائية والوثائقية، خاصة بالمخرجين المنتمين للجهة الشمالية بفرنسا، وخوض نقاشات مباشرة مع أصحابها.

كما سيتم تنظيم ندوة حول “تأثير انتفاضة مايو 68 على السينما في فرنسا والعالم” التي سيشارك فيها أيضا ناقدنا السينمائي.

وسيكون حاضرا كذلك في مائدة مستديرة أخرى تنظمها جمعية حقوقية محلية بعد اختتام المهرجان، موضوعها “السينما والسياسة”.

ونُذَكِّر أن الناقد السينمائي أحمد بوغابة قد قضى أكثر من 10 سنوات سجنا كمعتقل سياسي مع مجموعة “إلى الأمام” الراديكالية وذلك من منتصف السبعينات إلى منتصف الثمانينات، وكان يكتب عن السينما من داخل السجن في عدد من المنابر المغربية والعربية باسمه الحقيقي، وراسل أيضا من داخل السجن البرامج السينمائية التي كان يشرف عليها الأستاذ نور الدين الصايل بالإذاعة الوطنية، وكاترين روييل Catherine Ruelle في برنامجها السينمائي بإذاعة “راديو فرنسا الدولي”، وكان مرتبطا بالأندية السينمائية المغربية من داخل السجن بحكم الانتماء عدد كبير من منخرطي الأندية حينها بالتيار الراديكالي بالمغرب، ثم استمر في الكتابة عن السينما بعد خروجه من السجن في نهاية سنة 1986 بإشرافه على صفحات سينمائية ومازال يحتفظ بنفس النفس كتخصص لم ينعرج عنه لحد الآن.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة