أساتذة التعليم غاضبون من اعتقال أستاذ خريبكة

خرج مجموعة من أساتذة التعليم للدفاع عن زميلهم، أستاذ خريبكة، الذي ظهر في شريط فيديو يعتدي على تلميذته، في الفصل الدراسي، ويتفوه بكلام نابي، كما برزت مبادرات فاعلين بالمدينة، من أجل صلح، وتنازل التلميذة، من أجل تسهيل مهمة متابعة الأستاذ في حالة سراح مؤقت.
وتحت عنوان “إلى زميلي في مهنة المتاعب: أستاذ خريبكة”، كتبت أستاذة، “أعلن تضامني معك، وأسفي للفخ الذي نصبه لك تلامذتك المشاغبون، وأقدم اعتذاري لك، نيابة عن كل من تعاطف مع قضيتك وأحس بما تتخبط فيه ف(ما كيحس بالمزود غير المخبوط بيه)”.
وأضافت الأستاذة بشرى المامون، في تدوينة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، “أحترمك، لأنه رغم علمك بمواجهة هؤلاء التلاميذ المشاغبين، كل حصة في قسمك، لم تتغيب، ولم تتمارض، وحملت حقيبتك وأوراقك، وتوجهت لتؤدي عملك بإخلاص، كما هو مشهود لك من طرف تلاميذك، وأنت على علم بأنه إن استفزك تلميذ، لا يحق لك: لا طرده من القسم، ولا ضربه، ولا حتى توبيخه شفويا، فالمذكرات الوزارية تراعي هدر الزمن المدرسي، ونفسية التلميذ قبل كل شيء”.
وتابعت “أما عن انفعالك، فهو ردة فعل، لفعل متعمد مع سبق الإصرار والترصد، استغل فيه التلاميذ الجناة علمهم بحتمية غضبك وعدم سيطرتك على أعصابك، فهم يتتلمذون على يدك طيلة السنة، ولم يعيروا اهتماما لما تقدمه من علم، بقدر ما اهتموا بدراسة سلوكك داخل الفصل، فتقمصت التلميذة المشاغبة دور الضحية، أمام عدسة كاميرا الهاتف (المحظور استعماله داخل القسم)، بموجب مذكرة وزارية، ووزع تلميذ مُخْرِج مقطع الفيديو إلى الشعب الجمهور، دون أن يتضمن مشاهد الكواليس، التي تم ذكرها لاحقا على لسان تلاميذ مازال لديهم ضمير وحس مسؤولية”. “ثم اتهموك، قذفوك بكلام فاحش، نعتوك بالمجرم، ثم اعتقلوك من بيتك ووضعوك تحت الحرسة النظرية، فقد ضبطوك بالجرم المشهود!”.
وأضافت أنهم “لم يتهموا التلميذة لشغبها الدائم، ولم يتهموا من صور الفيديو، واستعمل الهاتف داخل القسم، ولا من ساند على خلق هذه البروباكاندا. بل حتى أن تلميذة أخرى استباحت الخروج في مظاهرات تندد بهذا العنف، على غرار ما قام به الأساتذة المتضامنون آنفا مع أستاذ ورزازات، وأستاذة الدار البيضاء، فجعلت بذلك من التلاميذ ندا للأساتذة”.
والأدهى من ذلك، تضيف الأستاذة، فـ”حسب هسبريس، تنفي التلميذة المشاغبة ما اعترف به زملاؤها ضدها، وتعرب عن فرحها لنصف القصاص الذي حصلت عليه باعتقال الأستاذ، وتطالب بالنصف الآخر: فصله ومعاقبة المدير والحراس العامون الذين لم يتصرفوا كما يجب حسب نظرها، وهذا بدعم من والدها”.
وفي الأخير، وجهت دعوتها لكل امرأة ورجل تعليم بأن كرامة هذا الأستاذ من كرامتهم، وظلمه ظلمهم، وأن تركه لقمة سائغة لمن استباح إهانة رجل التعليم في هذه البلاد عار عليهم. وفي الختام دعت رجال ونساء التعليم إلى المطالبة بـ”محاكمة عادلة لجميع أطراف هذه القضية، حتى يتبين المذنب الحقيقي، وحتى يعلم، من ما زال يغض النظر عن واقع التربية قبل التعليم داخل أقسام المؤسسات المغربية، ما نكابده داخل هذه المؤسسات”.
وخلصت إلى أن “التضامن مع هذا الأستاذ لا يعني تزكية رد فعله، وإن كان قبل كل شيء إنسان وصبره محدود”، إنما “التضامن معه يعني صون كرامتنا من مثل هذه المواقف التي يتعرض لها الأساتذة الجديون داخل القسم، ويجدون نفسهم بالمقابل مكبلين بمذكرات وزارية تراعي التلميذ على حساب الأستاذ، ولم تترك له إلا وسيلة تربوية وحيدة هي (التقرير) الذي يبقى حبرا على ورق، لا يكترث به لا المدير ولا النائب ولا الوزير!
وفي الحصة الموالية يجب قبول التلميذ في القسم حفاظا على زمنه المدرسي وخوفا عليه من الانقطاع!!”.
وفي المقابل قررت النيابة العامة متابعة الأستاذ المعني في حالة اعتقال، رافضة ملتمس “تعميق البحث و الاستماع للشهود”، حسب مصدر من التعليم، ولم تتابع التلميذة “المشاغبة”، على حد تعبير المصدر، بـ”تهمة ضرب وإهانة موظف عمومي أثناء مزاولته لمهامه، رغم أن التهمة ثابتة في حقها، بشهادة جميع التلاميذ، والأمر نفسه ينطبق على التلميذ الذي صور الفيديو، رغم أن القانون يجرم التقاط ونشر صور بدون إذن أصحابها ويمنع استخدام الهواتف في المؤسسات التعليمية !
وأطلق رجال التعليم هاشتاغ يدعو إلى خوض إضراب وطني يوم الجمعة 25 ماي 2018، و تنظيم قافلة تضامنية، يوم الاثنين 28 ماي 2018 إلى مدينة خريبكة !
وأشار المصدر إلى أن الامتحانات الإشهادية في كف عفريت، لأنه من وجهة نظرهم، أنهم أصلا غير محميين وكل سنة يتعرضون للاعتداءات بسبب أدائهم لوظيفتهم ولا يزورهم أي مسؤول !
وطالبوا بـ”تطوع الأساتذة الشرفاء من أجل إنجاح هذه الحملة التضامنية من زميلنا وأخينا وأبونا وأستاذنا السي العويبي…إنه وحيد الآن في زنزانته “.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة