البرلمانيون منشغلون بريع المونديال أكثر من انشغالهم بهموم المواطنين

انخرط نواب الأمة اليوم الاثنين، بحماس زائد، في  ملهاة (ريع المونديال)، إذ حضروا بكثافة إلى الجلسة الرقابية الأسبوعية، لا ليراقبوا عمل الحكومة، ولا لبسط انشغالات وهموم المواطنين، بل ليصفوا حساباتهم مع رئاسة المجلس على خلفية السفر المزعوم لـ50  برلمانيا إلى موسكو على نفقة المال العام.

أثار النواب ضجة كبيرة، دقائق فقط بعد انطلاق  الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفوية، حول سفر البرلمانيين إلى موسكو، مطالبين رئاسة مجلس النواب بالكشف عن حقيقة هذا السفر، وهل تم فعلا أم لا. استمر اللغط لدقائق ضاعت من زمن العمر الرقابي،  إلى حين إعلان البرلمان بمجلسيه عن زيف الخبر المتعلق بسفر البرلمانيين…

“ريع المونديال”، ” ريع الحج”،” ريع التعويضات الدسمة عن السفريات إلى الخارج”، “ريع التقاعد المريح مقابل بطالة أكيدة”… كثيرة هي أنواع الريع الذي يستفيد منه البرلمانيون، دون أن يرف لهم جفن، أو يخجلوا، لكن ثارت ثائرتهم بسبب ريع المونديال المزعوم، والسبب هو الخوف من أن تكون الاستفادة حكرا على البعض دون آخرين، أو أن يكون هذا الريع غير خاضع لمعايير موضوعية تنتفي معه العدالة الريعية…

موضوع الريع أحدث ضجة في يوم شهدت فيه أسعار الخضر والفواكه ارتفاعا صاروخيا بسبب قلة تموين السوق بالمواد الاستهلاكية، جراء تمديد الممونين وتجار الجملة عطلة العيد، مما جعل الأسواق الممتازة تُخرج  ما تبقى من مخزونها وتبيعها بأثمان غالية. وهكذا وصل سعر البطاطس إلى سبعة دراهم للكيلو غرام، وسعر الحامض إلى 22 درهما للكيلو، وبلغ سعر الكيلو من السردين في السوق المركزي بالعاصمة الرباط إلى 30 درهما…  وواصلت أسعار المحروقات ارتفاعها رغم انخفاض سعر النفط  في الأسواق العالمية… وكل ذلك لم يوح لنواب الأمة بأي شيئ، بل ظل شغلهم الشاغل  هو المونديال…

من المؤسف أن تنخرط الفرق البرلمانية في لعبة إثارة مواضيع تافهة، على حساب هموم وانشغالات المواطنين، الذين يكتوون بنار غلاء المعيشة، والتهاب الأسعار، واستمرار التوتر الاجتماعي وضعف المؤشرات الاقتصادية، وجمود الواقع السياسي، ومن المؤسف أن نواب الأمة أثبتوا مرة أخرى عجزهم عن إثارة القضايا الأساسية للمجتمع، وفتح الملفات الكبرى…

 

 

 

 

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة