تاكناويت بالمؤنث .. لقاء الموهبة والإبداع بين أسماء حمزاوي ، (بنات تامبوكتو) ، وفاتومتا ديوارا

واصل مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، في نسخته الحادية والعشرين، تقديم مفاجآته السارة لجمهوره العريض من المغاربة والأجانب من خلال حفل نسوي متميز جمع بين الموهبة والإبداع في شخص الفنانة الكناوية أسماء حمزاوي مرفوقة بمجموعة (بنات تامبوكتو) الموسيقية ، والفنانة المالية فتومتا ديوارا.

استهل الحفل، الذي نظم في الساعات الأولى لصباح أمس في منصة ساحة مولاي الحسن، بتقديم أسماء حمزاوي، كريمة المعلم الكناوي رشيد حمزاوي، عددا من الأغاني بصوت شجي ، وبعدد من المعزوفات على آلة الكمبري التي كانت حصرا على الرجال، مرفوقة بغناء جماعي لفرقة (بنات تامبوكتو) التي تترأسها منذ سنة 2012.

كان النفس الصوفي واضحا في كلمات الأغاني التي رددها جمهور غفير وراء أسماء حمزاوي التي تحلت بشجاعة اقتحام ميدان ذكوري بامتياز متحدية التقاليد البالية في مجتمع يرنو إلى الحداثة والتجديد ، دون أن يمنعها هذا من الحفاظ على أصالة الأغاني التي قدمتها وعلى التقاليد الكناوية في اللباس والحركات وغيرهما.

الجرأة ذاتها تجلت في أداء الفنانة فاتومتا ديوارا متحدية تقاليد بلادها حيث يمنع المتطرفون في الشمال الموسيقى عموما ويمنعون بالأخص أن تلمس المرأة آلة موسيقية، باعتبار هذه الأخيرة “مقدسة لا يجوز تدنيسها” على أيدي النساء حسب تصريح الفنانة المالية أمس في منتدى حقوق الإنسان “حتمية التغيير” المنظم على هامش المهرجان.

ولم يمنع هذا التحدي ، ولم تمنع هذه الجرأة الفنانة المالية ، المقيمة بين المغرب وفرنسا وإيطاليا، من أن تحتفظ بهويتها الإفريقية وبالروح الأصيلة للإبداع مستلهمة من غناء منطقة واسولو في غرب مالي (رقصة ديداي على سبيل المثال).

المشترك إذن بين الفنانتين المغربية والمالية ، اللتين تلقيتا المبادئ الأولى للعزف والغناء الكناوي منذ نعومة أظافرهما على أيدي والديهما، جعل من الرائع الإنصات لتجربة غير مسبوقة في المغرب ، وفي مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالأخص ، تمثلت في مزج رائع بين أدائهما مرفوقتين ب(بنات تامبوكتو).

وأدت أسماء حمزاوي وفاتومتا ديوارا أغان تجمع بينهما اللوعة وبعد المسافة والابتهال إلى الخالق جل وعلا لتخفيف المعاناة ، ونوستالجيا المكان بعيدا عن إفريقيا أو على الأقل بعيدا عن مسقط الرأس في القارة .

يشار إلى أن فاتومتا ديوارا ممثلة مسرحية (أنتيغون لسوفوكل) وسينمائية فيلم “سيا” الذي يحكي قصة شخصية نسائية أسطورية من غرب أفريقيا، ومن مشاريعها الغنائية “جولة المقهى الأولمبي” إلى جانب المغنية المغربية زهرة هندي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة