تواجه تركيا، انتقادات لاذعة في العالم العربي والإسلامي، بعد أن تورطت إحدى شركات الإنشاءات الخاصة التركية في مشروع بناء السفارة الأمريكية في القدس على الرغم من موقف أنقرة العلني المعارض لنقل سفارة واشنطن للقدس.
وبدأت الانتقادات في الظهور، عندما فاز ائتلاف يضم ثلاث شركات، بينها شركة “ليماك” التركية للإنشاءات، بعقد بناء السفارة الأمريكية في مدينة القدس بقيمة 21 مليون دولار، فيما سارع صحفيون أتراك ووسائل إعلام محلية لنفي مشاركة “ليماك” في الصفقة، أو انسحابها من الائتلاف الفائز بمناقصة المشروع.
وأشعل نشر الخبر وتداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، ردود فعل واسعة في العالم العربي، إذ توحَّد معارضو سياسة أنقرة الخارجية ومؤيدوها على انتقاد التورط التركي في بناء السفارة الأمريكية في المدينة التي يعتبرها الفلسطينيون والعرب والمسلمون عاصمة للدولة للفلسطينية.
وفي موقع “تويتر”، يستقطب الوسم “#تركيا_تبني_سفارة_أمريكا_بالقدس” مغردين عربًا من مختلف الدول العربية، يتقدمهم كتاب وإعلاميون من مختلف الاتجاهات، وقد وحَّدهم انتقاد التورط التركي في بناء السفارة الأمريكية.
وانتقد الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، المعروف بدعمه لسياسة الحكومة التركية، مشاركة “ليماك” في بناء السفارة الأمريكية، وقال إن “الخطوة تنسف كل خطوات دعم أنقرة للقضية الفلسطينية على حد وصفه”.
وعاد خاشقجي لحذف تغريدته التي لقيت تفاعلاً لافتاً وعكست حجم الغضب من التورط التركي في الصفقة المثيرة للجدل، قائلاً “سأحذف تعليقي على الخبر المزعوم أن شركة تركية فازت بعقد بناء السفارة الأمريكية بالقدس ، ذلك أن الشركة نفت ونشر ذلك بالصحف التركية أيضًا. يجب أن يكون موقفنا دومًا مع الحق … لا الهوى”.
وتقول تقارير إعلامية تركية، إنه على الرغم من أن مناقصة تطوير النظام الأمني لمبنى السفارة، رسا على شركة “ديسبلد ليماك”، وهي ائتلاف بين شركتي “ديسبلد إنكوربوريتد” الأمريكية و”ليماك هولدنغ” التركية، إلا أن شركة “ليماك” التركية رفضت المشاركة في تنفيذ العقد بالمطلق.
ولم تخفف تلك التبريرات من موجة الغضب من أنقرة، فيما طالب البعض بصدور بيان رسمي من الشركة التركية ومديرها، نيهات أوزدمير، يؤكد عدم وجود أي صلة للشركة ببناء السفارة الأمريكية في القدس.
شركة ليماك التركية حصلت على عقد تصميم وإنشاء السفارة الأمريكية في القدس بمبلغ 21 مليون$، ضمن شراكةثلاثية Desbuild Limak D&K
ليماك تبني مطاري اسطنبول والكويت الجديدين
الصورةلأردوغان مع مديري ليماك عائدين من الكويت بعدحصول ليماك على عقد ب4.4مليار$، في2017. https://t.co/JFd2pGNIgk pic.twitter.com/rvVHbd7iFj— Nayel Shafei (@nayelshafei) 21 juillet 2018
وقال المدون السعودي البارز، منذر آل الشيخ في انتقاده لتورط الشركة التركية في بناء السفارة، ودفاع البعض عنها استناداً لتقارير إعلامية فقط في ظل غياب توضيح رسمي، إنه “تبرير ركيك”.
( لنسرد القصه التي أثارت بلبله كبيره، بسبب شركة انشاءات تركيه,تدعى ليماك)
.
.حيث تناولت بعض المواقع والصحف، قيام هذه الشركه بانشاء مبنى سفارة امريكا بالقدس
.
” اليكم حقيقة الشركه” pic.twitter.com/ZWaTT3PWbw— Dr.mehmet canbekli (@Mehmetcanbekli1) 21 juillet 2018
وتجاوزت غالبية الانتقادات، شركة الإنشاءات التركية العملاقة، ووصلت إلى الموقف التركي الرسمي وقادة البلاد الذين يتبنون على الدوام في خطبهم العلنية مواقف مناصرة للقضية الفلسطينية.
ويقول مغردون عرب من مختلف الدول العربية، إن قادة تركيا اعتادوا مناصرة فلسطين في خطبهم الحماسية أمام الحشود، فيما يتمسكون بعلاقاتهم مع دولة الكيان الصهيوني على مختلف الأصعدة.
شركة ليماك التركية حصلت على عقد تصميم وإنشاء السفارة الأمريكية في القدس بمبلغ 21 مليون دولار ضمن شراكة ثلاثية
Desbuild Limak D&K
المضحك أن الأخونجية في استذباح تام وتبرير لهذا الخبر“سرعان ما تذكرت حديثي هنا قبل سنة ونصف”#تركيا_تبني_سفاره_امريكا_بالقدس
pic.twitter.com/Rb43sRbK5L— عبدالله البندر (@a_albander) 21 juillet 2018
#تركيا_تبني_سفارة_امريكا_بالقدس
.
لماذا الحاكم المسلم العربي ..
يُتهم أنه عميل لإمريكا واسرائيل ؟
ويتم التحريض عليه !
والحاكم المسلم الغير عربي ..
لا يُتهم بذلك ..
رغم وجود علاقات معلنه ..
هل استطاعت قوميات الغير عربية ..
من اختراق الشعوب العربية ..
بشعارات خادعة ..#كن_عربي
. pic.twitter.com/LqgxY3NCmu— علي النونو ?? (@Alialnono_10) 21 juillet 2018
بعد الظاهرة الصوتية التي افتعلها #اردوغان على أثر نقل السفارة الامريكية للقدس الآن شركة ليماك التركية تبني السفارة الامريكية .. هذا الامر بسيط ولا يقارن بالاتفاقيات العسكرية مع اسرائيل والتعاون مع ايران .. فماذا بعد يا اردوغان؟
#تركيا_تبني_سفاره_امريكا_بالقدس pic.twitter.com/D1gFFtvCcT— فايز الرابعة (@fbinr) 21 juillet 2018
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكبار قادة أنقرة، انتقدوا مرارًا قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة بلاده إلى القدس، فيما نظمت تركيا مؤتمرًا بمشاركة قادة وزعماء ومسؤولين من الدول العربية والإسلامية للتنديد بالقرار.