بحيرة على سطح المريخ!

لطالما كان البحث عن مصدر مياه يوفر إمكانية الحياة، خارج كوكبنا الأرض، الشغل الشاغل لعلماء الفضاء والباحثين والوكالات العالمية ك”ناسا”، وذلك منذ ثلاثين عاما مرت على طرح هذه الفرضية. غير أن هذا الحلم بدأت تشع منه نقطة ضوء، حتي بالأمس القريب كان يبدو مستحيلا.

النتيجة التي طال انتظارها

هكذا وصف دميتري تيتوف ، عالم مشروع “مارس إكسبرس” التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ، ب”النتيجة التي طال انتظارها”، بعد اكتشاف بحيرة مائية قطرها 20 كيلومترا، تفصلها 1.5 كلم عن القطب الجنوبي للكوكب المريخ. نشرت دراستها أمس الأربعاء، بموقع “ساينس” المختص في نشر الأبحاث والدراسات الفضاء، حيث حضيت الدراسة باهتمام كبير أكاديميا وإعلاميا.

وقال البروفيسور روبرتو أوروساي، بالمعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية، الذي قاد الدراسة “ربما لا تكون بحيرة كبيرة للغاية”، حيث لم يتمكن العلماء من تحديد مدى كثافة طبقة المياه، مضيفا “لكن فريق البحث يقدر أنه يوجد ما لا يقل عن متر واحد”.

وأضاف أن الأبحاث أفرزت عن وجود جسم مائي لبحيرة مؤهلة وليست “نوعا من المياه الذائبة التي تملأ بعض المساحة بين الصخور والجليد، كما يحدث في بعض الأنهار الجليدية على الأرض”.

شارحا، (المخطوطة أسفل) أن “في اللون الأزرق الفاتح، يمكن رؤية المكان الذي تكون فيه الانعكاسات من القاع أقوى من انعكاس السطح. وهذا شيء بالنسبة لنا هو علامة وجود الماء”.

ولفت إلى أن الأبحاث مستمرة في هذا الموضوع، وأنها مجرد منطقة دراسة صغيرة واحدة، مع احتمالية التفكير في وجود مزيد من مثل هذه الجيوب تحت الأرض في أماكن أخرى لم يتم اكتشافها بعد.

كيف تم العثور على البحيرة؟

حسب ما أفاده موقع “ساينس”، أن وجود الماء السائل قرب القطب الجنوبي للمريخ، كان مشكوكا فيه، لم يتم ملاحظته، غير أنه بعد قيام الباحثين بمسح منطقة “Planum Australe”، باستخدام رادار (Mars Advanced Radar for Subsurface and Ionosphere Sounding) أو اختصارا “MARSIS”، وهو رادار منخفض التردد على المركبة الفضائية “Mars Express”.

تبين من خلال صور المسح، التي تم جمعها في الفترة ما بين ماي 2012 ودجنبر 2015، دليلا على وجود مياه سائلة عالقة تحت منطقة جليد الطبقات القطبية الجنوبية. حيث تتجلى الانعكاسات السطحية الساطعة بشكل غير طبيعي في منطقة واضحة المعالم تبلغ مساحتها 20 كيلومترا ترتكز عند 193 درجة شرقا و 81 درجة جنوبا.

وهي منطقة محاطة بأخرى أقل انعكاسا بكثير، حيث يبين التحليل الكمي لإشارات الرادار، “أن هذه الخاصية الساطعة لديها سمات عازلة عالية نسبيا مطابقة لمواد حاملة للماء”. ليفسرالباحثون على أساسها أن “هذه الميزة إشارة إلى وجود الماء السائل على سطح المريخ”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة