الصراع ينطلق من أجل الفوز برئاسة المستشارين وهذه الاحتمالات الثلاث

كشف مصدر مطلع أن الصراع على رئاسة مجلس المستشارين انطلق منذ مدة، مع اقتراب موعد انتخاب الرئيس، في أكتوبر المقبل، بعد افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة.
وأشار المصدر إلى أن حكيم بنشماش، الرئيس الحالي، سيتقدم بترشيحه، مجددا لرئاسة مجلس المستشارين، كما ينافسه، عبد الصمد قيوح، الذي عاد إلى الواجهة من جديد، بعد “سيطرته” على حزب الاستقلال، على إثر تحالف مع ولد الرشيد، إضافة إلى عبد الإله حفظي، ممثل الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي لم يتأكد بعد ترشيحه.
وأوضح المصدر إلى أن كل الاحتمالات واردة، مع ترجيح كفة بنشماش للعودة إلى الرئاسة، مجددا، خاصة بعد انتخابه أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، خلفا لإلياس العماري، وخفوت الصراع مع حزب العدالة والتنمية.
لكن، في المقابل يشير المصدر إلى أن الصراع، الذي عمر طويلا بين مكونات مكتب مجلس المستشارين، خاصة بين الرئيس وبعض نوابه، سيخيم على بظلاله على الانتخابات، وسيؤثر سلبا على إمكانية عودة بنشماش إلى الرئاسة مجددا، ما لم يلطف الأجواء، ويقنع الأغلبية بالتصويت لصالحه.
ويجري بنشماش اتصالات أمناء الأحزاب، والهيئات النقابية الممثلة في مجلس المستشارين من أجل ضمان إعادة انتخابه رئيسا للمجلس.
وعن حظوظ النائب الأول للرئيس، الاستقلالي عبد الصمد قيوح، الذي سبق أن نافس بنشماش على الرئاسة، فبل تقل عن منافسه، خاصة أن مكانته تقوت داخل الحزب بعد تحالفه مع ولد الرشيد، وفرض قوتهما داخل الاستقلال، لكن قد تلعب هذه النقطة ضده، من طرف بعض الاستقلاليين، الذين لا يرقهم الدور الذي يلعبه قيوح إلى جانب ولد رشيد، في محاولة تقويض دور الأمين العام الحالي للحزب، نزار بركة، الذي يعمل على إعادة الاستقلال إلى سكته، بعد “الخراب” الذي طاله في فترة تدبير حميد شباط لشؤونه.
وكان بنشماش فاز برئاسة مجلس المستشارين بفارق صوت واحد عن منافسه عبد الصمد قيوح الذي حصل على 57 صوت مقابل 58 لصالح حكيم بنشماش من أصل 120 صوت.
أما المرشح الثالث عبد الإله حفظي، والذي لم يعلن بعد عن رغبته في الترشيح، فحظوظه شبه منعدمة، اللهم إذا كانت هناك تدخلات وتحالفات يصعب توقعها، خاصة بعد ترأس صلاح الدين مزوار للاتحاد العام لمقاولات المغرب، وما يمكن أن يلعبه كرئيس سابق للتجمع الوطني للأحرار، في التعبئة لمرشح الباطرونا.
لكن تبقى نقطة سوداء لرئيس فريق الاتحاد العام لمقاولات المغرب بمجلس المستشارين، قد تعصف بأحلامه، وهي طريقة تدبيره للفريق حيث وجد الأخير صعوبة كبيرة في إيجاد مدير لتدبير شؤونه، منذ مدة طويلة.
وكانت مصادر متطابقة أشارت، في وقت سابق، إلى أن السبب يعود بالأساس إلى سلوكات عبد الاله حفظي، رئيس الفريق وطريقته الديكتاتورية والمهينة في التعامل مع الموظفين، ما جعل جل موظفي المجلس يرفضون العمل معه في الفريق، ما أربك أشغال فريق الباطرونا، نتيجة سلوكه السلطوي.
ولا يستبعد أن يطهر متنافسون جدد على رئاسة مجلس المستشارين، حيث تحدثت مصادر عن إمكانية ترشح، حميد كوسكوس، النائب الثالث للرئيس، وعضو المكتب السياسي للحركة الشعبية، كمرشح للأغلبية الحكومية، وهو الأمر الذي لم يتأكد بعد.
يذكر أن مجلس المستشارين، يضم 120 برلمانيا وبرلمانية، بعد تعديل دستور 2011، لكن الدورة التشريعية المقبلة ستنطلق بـ 119 برلماني وبرلمانية، فقط، على إثر إسقاط المحكمة الدستورية لمقعد محمد عدال أمين مكتب مجلس المستشارين عن الاتحاد الدستوري.
ومباشرة بعد انتخاب رئيس ومكتب مجلس المستشارين ستنطلق حمى انتخاب رئيس ومكتب مجلس النواب، المقررة في دورة أبريل المقبل، ورغم أن لا نقاش حول بديل للحبيب المالكي، الذي يجد نفسه في وضع أفضل بكثير من الوضع السابق، حيث كان مرشحا باسم أحزاب المعارضة، وبدعم قوي من حزب الأصالة والمعاصرة، فاليوم وبفضل تموقع الاتحاد الاشتراكي ضمن الأغلبية الحكومية، سيجد الطريق ممهدا له للفوز بالرئاسة من جديد، خاصة أن المالكي يحاول جاهدا حل إشكالية صرف تقاعد النواب البرلمانيين، متبنيا هذا الملف، وهو نقطة ستكون إلى جانبه، إضافة إلى دينامية مجلس النواب، في عهده حيث لم تتوقف أشغال اللجان، طيلة الصيف، ولأول مرة تعقد اجتماعات المكتب ورؤساء الفرق في غشت، هذا ناهيك عن الدبلوماسية البربماني، وتمثيله للمغرب في مناسبات عدة، سواء في تهنئة رؤساء دول أو أنشطة أخرى رسمية نيابة عن الملك.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة