فيلم عن برلوسكوني يكشف تورطه في فضيحة المغربية كريمة المحروق

من المنتظر ان يعرض الجزء الثاني من الفيلم المخصص للسيرة الذاتية لرئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سيلفيو برلسكوني، لقضية المغربية كريمة المحروق المعروفة ب”روبي كايت”، حيث توجت حفلات “بونغا بونغا” الماجنة التي كان يقيمها الملياردير في أوج نشاطه السياسي، باتهامه بإقامة علاقة مع المغربية القاصر.

وأدانه القضاء الإيطالي الفعل في تلك القضية، وحكم عليه بالسجن سبع سنوات، ثم برأته محكمة الاستئناف بدعوى جهله بأن الفتاة كانت في الـ17 من العمر عندما أقام معها علاقة.

ويمثل برلسكوني الذي يلقّبه الإيطاليون بـ«الفارس» حالة خاصة في المشهد السياسي الإيطالي، لأنه لم يدخل عالم السياسة إلا في منتصف التسعينات من القرن الماضي بعد أن راكم ثروة ضخمة من استثماراته في عالم العقار والمال والإعلام والدعاية والنشر، حيث يملك محطات تلفزة وصحفاً ودور نشر.

وكريمة الملقبة بروبي أو “روبي سارقة القلوب”، ولدت في المغرب في نوفمبر 1992 وقدمت مع أسرتها إلى صقلية في إيطاليا حين كانت تبلغ من العمر 9 أعوام، قبل أن تفر من منزل أسرتها حين كانت في الرابعة عشرة من العمر.

واكتشفها مقدم البرامج التلفزيونية، إميليو فيدي، وهو صديق برلسكوني، في مسابقة جمال في صقلية، لتعمل بعد ذلك راقصة في ملهى ليلي في ميلانو، تملكه وكيلة نجوم مقربة أيضا من رئيس الوزراء السابق.

وقالت الصحافة الإيطالية بعد فضيحة “روبي غيت” أو حفلات “بونغا بونغا” أن نيكول مينيتي، التي كانت تعمل مستشارة إقليمية لحزب برلوسكوني، عمدت إلى “توظيف” روبي، حين كانت قاصرا، “لتسلية” زعيم الحزب.

وكشفت جريدة ” إل فاتو كويتيديانو ” الإيطالية في 2011، عن محاولة لتزييف تاريخ ميلاد الراقصة المغربية، لإثبات بلوغها سن الرشد أثناء حضورها حفلات بفيلا سيلفيو برلسكوني.

وأوضحت الجريدة التي أوفدت فريقا صحفيا لها إلى مدينة الفقيه بنصالح أن مواطنَين إيطاليَين سافرا إلى المغرب مسقط رأس الفتاة بصحبة مغربي حيث عرضا على مسؤولة بالأحوال المدنية التلاعب بتاريخ ميلاد روبي ليصبح عام تسعين بدلا من اثنين وتسعين” .

كما ذكرت الجريدة على لسان المسؤولة المغربية التي اختارت لها اسما مستعارا ” أميـمة “، أن الأخيرة تم لقاؤها بطلب من المرافق المغربي خارج مكتب الحالة المدنية، والذي وصفه شاهد عيان بكونه موظفا دبلوماسيا بإيطاليا ، حسب رواية ” أميـمة “.

ونقلت ” إل فاتو كويتيديانو ” عن المسؤولة بالأحوال المدنية المغربية قولها ” لقد رفضت العرض خوفا من المشاكل بعد أن عرضوا على المبلغ المالي الكبير”، كـما وصفت نفسها بالمرأة المتالية والمسؤولة، حيث تظهر النسخة الأصلية من رسم الولادة (المستخرج في المطبوع الأخضر الأصلي) لكريمة المحروق تحت رقم 1235، تاريخ ازديادها في الفاتح من نونبر 1992 .

وانطلقت عروض الجزء الأول من فيلم “LORO 1” للمخرج الايطالي الحائز على الأوسكار باولو سورنتينو، في دور العرض الإيطالية، على نطاق واسع. وقال سورينتينو -47 عاماً- الذي فاز بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي في عام 2013، بفيلمه “الجمال العظيم”- في بيان له، إن فيلم ” لورو” يصور فترة “غير أخلاقية، ولكن حيوية للغاية من التاريخ الإيطالي”.

يشار إلى أن العمل السينمائي مكون من جزئين، حيث من المقرر أن يتم طرح الجزء الثاني في دور العرض الإيطالية، في العاشر من مايو المقبل، وهو يجسد سرداً خيالياً للفترة بين 2006 و2010، والتي كانت حافلة بالفضائح. وأفادت تقارير بأن برلسكوني قام خلال هذه الفترة بدفع رشاوى لأفراد من المعارضة بمجلس الشيوخ، من أجل مساعدته في العودة إلى السلطة، كما أنه كان يشارك في حفلات سيئة الصيت، ما تسبب في انفصاله عن زوجته الثانية. من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة “إل فاتو كوتيديانو”، ذات التوجهات اليسارية، أن الفيلم يظهر السياسي البالغ من العمر 81 عاماً “رجلاً محطم القلب”. وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا” بأن برلسكوني -الذي التقى بسورنتينو قبل تصوير الفيلم، وكان متحمساً في البداية للمشروع السينمائي- لا ينوي مشاهدة الفيلم. إلا أن العديد من النقاد أشاروا إلى أن الجزء الأول من الفيلم يدور بشكل أساسي حول إشكالات خاصة بحاشية برلسكوني -وهذا في إشارة إلى ضمير “هم” المستخدم في اسم الفيلم– مما لا يجسد برلسكوني بصورة سيئة للغاية.

وكتبت صحيفة “ال جيورنالي” المملوكة لعائلة برلسكوني، في عنوان على صفحتها الأولى: “في نهاية الفيلم يظهر برلسكوني أفضل منهم”. ويجسد النجم الإيطالي طوني سرفيللو -59 عاماً- وهو الممثل المفضل لدى سورينتينو، شخصية برلسكوني في الفيلم. ويشار إلى أن سرفيللو كان قد لعب دور البطولة في فيلم “الجمال العظيم” وفيلم “إيل ديفو” وهو فيلم سيرة ذاتية سياسي آخر لسورنتينو، حول حياة رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق جوليو أندريوتي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة