بركة يقدم رؤية المجلس الاقتصادي والاجتماعي حول تنمية المناطق الجبلية

قال نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، إنه تم إطلاق العديـد مـن المشـاريع منـذ سـنوات السـتينيات مـن أجـل تنميـة العالـم القـروي، والتي همت بطريقــة أو بأخــرى بعــض المناطــق الجبليــة، مضيفا أن هذه الأخيرة لم تسـتفد مــن سياســة خاصـة أو اسـتراتيجية تنمويـة مندمجـة حيث “لـم يتسـن هـذا الأمر إلا سـنة 2015، مـع اعتمـاد البرنامـج المندمـج لتنميـة المناطـق الجبليـة”.
بركة تحدث عن رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول “التنمية القروية: مجال المناطق الجبلية”، وكان متدخلا في المحاضرة الافتتاحية “النموذج التنموي الجديد للمناطق الجبلية”، ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان “أجذير إزوران”، الذي انطلق مساء أمس الأربعاء 17 أكتوبر 2018، بفضاء أجذير وتنظمه على مدى أربعة أيام جمعية أجذير إزوران للثقافة الأمازيغية – خنيفرة، تحت شعار “الفعل الثقافي الأمازيغي دعامة أساسية لتنمية المناطق الجبلية”.
ويرى بركة أن المناطـق الجبليـة توفر فرصـة لتحقيـق تنميـة مسـتدامة مرتكـزة علـى تثميـن المـوارد وخلـق ديناميـة جديـدة فـي القطاعـات المنتجـة للثـروة ولفـرص الشـغل، مـن خـلال إحـداث أقطـاب ٍ للتنميـة خاصـة بـكل سلسـلة جبليـة، مستدركا أنه ورغـم هـذه الثـروات، تَسـجل أعلـى معـدلات الفقـر والهشاشـة علـى المسـتوى الوطنـي بالمناطـق الجبليـة.
وقال بركة إن التقـدم الـذي تـم إحـرازه فـي إطـار المشـاريع “المندمجـة” مـن أجـل تنميـة العالـم القـروي والمناطـق الجبليـة، “لـم يسـاهم فـي التحسـين الفعلـي لظـروف عيـش سـاكنة المناطـق الجبليـة، ولـم يسـمح بالتصـدي الفعـال لإشـكاليات الطبيعيـة الخاصـة التـي تهـدد هـذه المناطـق مـن قبيـل تأثيـرات التغيـرات المناخيـة، لا سـيما موجـات البـرد والفيضانـات المدمـرة و/أو الفتـرات الطويلـة مـن الجفـاف”.
ولم يخف نزار بركة كون السـلطات العموميـة بذلـت جهـودا محمـودة فـي مجـال تنميـة العالـم القـروي بشـكل عـام، بمـا فيـه المناطـق الجبلية، “فـي ظـل غيـاب رؤيـة مندمجـة ومقاربـات.. غيـر أن المشـاريع والبرامـج التنمويـة المنجـزة، غالبـا مـا كانـت تُعد ملائمة لخصوصيـات هـذه المناطـق”.
وفي ما يهم خلاصات وملاحظــات المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول إعــادة النظــر فــي مقاربــات تنميــة المناطــق الجبليــة، أشار نزار بركة إلى أن غياب سياسة عمومية موجهة لتنمية المناطق الجبلية، “لم يتـم لحـد الآن أخـذ سـياق المناطـق الجبليـة بعيـن الاعتبـار فـي السياسـات العموميـة، إذ لـم تسـتجب هـذه الأخيـرة للخصوصيـات المتصلـة بـكل سلسـلة جبليـة”.
ويرى المجلس أن أبـرز الاسـتراتيجيات التـي تـم وضعهـا لتنميـة المجـال القـروي والمناطـق الجبليـة، لا سـيما البرنامـج المندمـج لتنميـة المناطـق الجبليـة ومخطـط المغـرب الأخضـر ورؤيـة 2020 للسـياحة ورؤيـة 2015 للصناعـة التقليديـة..، “لـم يواكبهـا إطـار تشـريعي ينظـم كيفيـات تنفيذهـا ويحـدد مسـؤوليات الفاعليـن المعنييـن”.
وفيما يخص التوصيات العملية الخاصة بالنهوض بأوضاع المناطق الجبلية، فإن المجلس حدد توصيات ذات بعد استراتيجي وأفقي، وتهم “وضـع قانـون إطـار خـاص بالمناطـق الجبليـة ارتـكازا علـى البرنامـج المندمـج لتنميـة المجـال القـروي والمناطــق الجبلية” و”وضــع سياســة عموميــة مندمجــة وموجهــة بشــكل خــاص لتنميــة المناطــق الجبليــة، والقطــع مــع المقاربــات الكلاســيكية” و”إعادة النظر في المقاربات التنموية وملاءمتها مع سياق المناطق الجبلية”.
وفي مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية، فهمت التوصيات “تعزيز مراعاة تدابير خاصة بسياق المناطق الجبلية عند تخطيط البرامج الاجتماعية” و”خلـق ديناميـة جديـدة فـي اقتصـاد المناطـق الجبليـة عبـر اسـتهداف القطاعـات المنتجـة للثـروة وفـرص الشـغل”، بجانب “المحافظة على البيئة وضمان التدبير العقلاني للموارد الطبيعية” وأيضا “المحافظة على التراث الثقافي بالمناطق الجبلية وتحويله إلى ثروة اقتصادية”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة