مقتل خاشقجي يلقي بظلاله على مؤتمر “دافوس في الصحراء”

قضية جمال خاشقجي أدت إلى انسحاب مسؤولين دوليين ورؤساء شركات من مؤتمر “مبادرة الاستثمار” في الرياض. أمريكياً، قال ترامب إنه غير راض عن الرواية السعودية، هذا في وقت تزور مديرة المخابرات المركزية تركيا للمساعدة في التحقيق.

مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يطغى على منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار”، الذي افتتح اليوم الثلاثاء (23 أكتوبر 2018) في الرياض والذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم “دافوس في الصحراء” تيمّناً بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. ويغيب عن المؤتمر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين بعد ما ألغى مشاركته على خلفية قضية خاشقجي. وعشية افتتاح المؤتمر، التقى ولي العهد الشاب محمد بن سلمان (33 عاماً) منوتشين في الرياض، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية،

وإلى جانب منوتشين، ألغى مسؤولون دوليون ورؤساء شركات مشاركتهم في المؤتمر، بينهم رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. وكان آخر هذه الشخصيات رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء فرنسا “أو دي إف” جان برنار ليفي. وسبقه في ذلك رئيس مجلس إدارة شركة “سيمنز” جو كايزر الذي كتب في رسالة طويلة على موقع “لينكد إن” أنه “القرار الأنسب لكنه ليس الأكثر شجاعة”.

وسبق وأن أعلنت مؤسسات اعلامية بينها بلومبرغ و”سي ان ان” و”فايننشال تايمز” انسحابها أيضاً. إلا أن رؤساء شركات آخرين قرروا المضي في مشاركتهم، وبينهم باتريك بوياني رئيس مجلس إدارة المجموعة النفطية الفرنسية “توتال”.

وقام منظمو المنتدى الاقتصادي بإزالة لائحة المتحدثين من الموقع الإلكتروني الرسمي، ورفضوا الاثنين التعليق على أعداد الحاضرين. وقال مصدر حكومي إن لائحة المشاركين ليست نهائية حتى الآن، مع استمرار انسحاب الكثير من المشاركين “بوتيرة سريعة”. وتعطّل مساء الاثنين الموقع الإلكتروني للمنتدى لأسباب لم يعلن عنها.

ويهدف المؤتمر إلى استقطاب الاستثمارات للمملكة الساعية إلى تنويع اقتصادها. كما تسعى السلطات السعودية من خلال هذا الحدث إلى تقديم المملكة المحافظة على أنها وجهة تجارية واستثمارية مربحة، في إطار خطة تنويع الاقتصاد المرتهن تاريخياً للنفط، وتمهيد الطريق لمبادرات جديدة وعقود بمليارات الدولارات.

ولم يتأكّد بعد حضور ولي العهد للمنتدى بعد مشاركة استثنائية في النسخة الأولى العام الماضي قال فيها أنه سيقود السعودية نحو “الانفتاح” والانعتاق من التشدد.

ترامب “غير راض” عن الرواية السعودية
ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه غير راض بما سمعه من السعودية بشأن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا لكنه لا يريد أن يخسر استثمارات من الرياض. وقال ترامب إنه تحدث مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وإن لدى الأمير فرقاً في السعودية وتركيا تعمل في القضية. وقال إنه سيعرف المزيد بعد عودتها ليل الاثنين أو يوم الثلاثاء. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض “أنا غير راض بما سمعت…لا أريد أن أخسر كل هذا الاستثمار الذي حدث في بلادنا… لكننا سنصل إلى حقيقة الأمر”.

وفي تصريح آخر لصحيفة يو.إس.إيه توداي قال ترامب إنه يعتقد أن وفاة خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول كانت “مؤامرة باءت بالفشل”.

وفي السياق نفسه، ذكر مصدران مطلعان لرويترز أن مديرة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل بصدد السفر إلى تركيا للعمل على التحقيق بشأن خاشقجي.

الجبير يتعهد بالقبض على كل المسؤولين

وعلى الطرف السعودي، قال وزير الخارجية عادل الجبير اليوم الثلاثاء إن المملكة ملتزمة بإجراء تحقيق معمق وشامل في مقتل خاشقجي. وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي في إندونيسيا أن السعودية أرسلت فريقاً إلى تركيا وأنه سيتم القبض على كل المسؤولين عن وفاة خاشقجي، وعداً بـ”إرساء آلية وتدابير لضمان عدم تكرار أمر كهذا بعد اليوم”.

وكان الجبير أكد أمس أن واقعة جمال خاشقجي كانت خطأ جسيماً وستتم محاسبة جميع المتورطين فيها، اعدا بـ”إرساء آلية وتدابير لضمان عدم تكرار أمر كهذا بعد اليوم”، مؤكداً أن ولي العهد محمد بن سلمان لم يكن على علم بما حصل لخاشقجي.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة