مراكش عاصمة للسينما .. هل يفي المهرجان بما وعد؟

تستقبل مدينة مراكش ابتداء من 30 نونبر المقبل الدورة 17 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. دورة تتميز بترقب كبير وانتظارات متزايدة. فبعد غياب سنة 2017، يعود الحدث الفني اذن وهو واع بثقل المسؤولية: مسؤوليته كمهرجان سينمائي ذي اشعاع عالمي وضع اسمه بين الكبار وعليه الحفاظ على مكانته، أولا، وثانيا مسؤوليته كموعد فني وثقافي غاب على مدى دورة كاملة وبالتالي يجب ان يكون استئناف المسيرة مبررا، والعودة على قدر الغياب والغائب.

لكي نعرف قيمة مهرجان مراكش للفيلم الرمزية دعونا نعود قليلا الى الوراء، وبالضبط الى الدورة الأولى في 2001 عندما استيقظ العالم حينها على هول صدمة كبيرة : اكتشاف وجه الارهاب القبيح بسقوط مركز التجارة العالمي في قلب نيويورك، فقسم بن لادن العالم إلى قسمين : فسطاط الايمان في مواجهة فسطاط الكفر. وخرج بوش الابن بدوره ليعلن عن عالمين متضاربين بمقولته الشهيرة : من ليس معنا فهو ضدنا.

وسط هذا الخراب المحذق فكر المغرب في موعد يجمع كل الاقطاب تحت اسم الفن والثقافة الهدف منه نشر قيم السلم والتسامح والجمال.

لكن عندما غاب المهرجان في 2017، كان الوضع مختلفا. أخذ المهرجان مكانه بين الكبار لكن في الوقت ذاته أصابه بعض الوهن ونوع من الشيخوخة المبكرة، فكان يلزمه نفس جديد، وضخ دماء شابة تضمن انطلاقة بسرعة مضاعفة خصوصا أن أهل السينما تملكهم الخوف من ضياع موعد بهذا الحجم، موعد كان محجا لنجوم العالم وفرصة لتصبح مراكش على مدى عشرة أيام عاصمة عالمية للسينما. إلى ان تم الاعلان عن العودة.

واليوم ومع كل بلاغ لمؤسسة المهرجان للكشف عن برمجة دورة 2018 يبدو أن الأمل كبير في دورة استثنائية حشدت لها كل توابل النجاح : أفلام جديدة تكون عادة الأولى أو الثانية في مسار مبدعيها، اكتشافات واعدة لأسماء ستجعل من مراكش جسر العبور للقمة، فقرات مبتكرة خصوصا تلك المتعلقة ب“محادثة مع” حيث ستحضر الموعد أسماء من قبيل مارتن سكورسيزي، وكييرمو ديل تورو، ويسري نصر الله، وكريستيان مونجيو.. وستمنح نجمة مراكش لكل من روبير دونير وأنييس فاردا وروبيت رايت، في تكريم سيكون حتما متفردا، وسيشكل المهرجان موعدا للمهنينن من أجل اللقاء والتبادل والتفاعل، وسيحضر ضيوف استثنائيون وشخصيات لها ثقل في عالم الفن السابع، مع لجنة تحكيم يترأسها الكبير جيمس غري.

في انتظار كل هذا وفي انتظار موعد الافتتاح يوم 30 نونبر المقبل سنقول كما يقول المثل الشعبي : يربط الرجل من لسانه .. ومهرجان مراكش تكلم ووعدنا بالكثير وننتظر أن يفي بكل وعوده.

جمال الخنوسي

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة