باريس سان جرمان متهم بتصنيف لاعبيه الشباب على أساس عرقي

فتح نادي باريس سان جرمان الفرنسي لكرة القدم الخميس تحقيقا داخليا في اتهامات موجهة إليه، بالقيام بتصنيف عرقي للاعبين الشبان خلال عملية البحث عن مواهب لضمها إلى صفوفه.
وقال مصدر في النادي “لقد فتحنا تحقيقا داخليا”، إثر معلومات نشرها موقع “ميديا بارت” الاستقصائي الفرنسي، واستند فيها إلى جزء من تسريبات “فوتبول ليكس” التي بدأت مجموعة من وسائل الإعلام الأوروبية نشرها الأسبوع الماضي.

تصنيف عرقي للاعبين
وبحسب “ميديا بارت”، قام القسم المكلف بالبحث عن المواهب الجديدة في النادي، بإعداد بيانات عن اللاعبين الشبان تتضمن تصنيفا عرقيا لهم، والإشارة إليهم على أساس فرنسيين، من شمال أفريقيا، أفارقة…
وأقر المصدر، بوجود وثائق من هذا النوع، علما أن هذه الممارسة تعد غير قانونية في فرنسا.
أما النادي، فأكد في بيان الخميس أن “مستندات بمضمون غير قانوني استخدمت بين العامين 2013 و2015 من قبل قسم البحث عن المواهب في أكاديمية الشباب”، مؤكدا أن هذه المستندات “استخدمت حصرا بمبادرة من الموظفين المسؤولين عن هذا القسم”.
وأوضح النادي أن التحقيق الداخلي يهدف إلى “فهم كيف أمكن لممارسات كهذه أن تنفذ، واتخاذ قرار بشأن الخطوات” اللاحقة، مؤكدا أن إدارة النادي “لم تكن أبدا على علم بأن تصنيف عرقي في القسم (…) ولم تتطلع أبدا على مستندات في هذا الإطار”.

ممارسات تثير جدلا داخليا
من جهتها، ذكرت “ميديا بارت” أن هذه الوثائق اعتمدت لتقييم لاعبين شبان قد يرغب النادي في ضمهم إلى صفوفه، مشيرا إلى أن هذه الممارسة أثارت جدلا داخليا في مارس 2014 على مستوى النادي المملوك من شركة قطر للاستثمارات الرياضية، على خلفية قضية لاعب في الـ13 من العمر اسمه يان غبوهو، لفت أنظار كشافي الفريق خلال مزاولته اللعبة مع روان في منطقة النورماندي بشمال البلاد.
ونقل “ميديا بارت” عن سيرج فورنييه، الكشاف الذي تولى تقييم أداء غبوهو في نوفمبر 2013، قوله “بدلا من القول إنه فرنسي، كان يجب القول إنه أبيض (لون البشرة)، لا سيما وأن كل اللاعبين الذين كنا نوصي بهم كانوا فرنسيين”.
وأضاف “باريس سان جرمان لم يكن يريد منا استقطاب لاعبين مولودين في أفريقيا، لأنه لا يمكن التأكد فعلا من تاريخ ميلادهم”.
وفي نهاية المطاف، انضم اللاعب المولود في ساحل العاج، إلى صفوف نادي رين الفرنسي، علما أنه يدافع عن ألوان المنتخب الفرنسي للشباب.
وبحسب “ميديا بارت”، تحدث مارك وسترلوب الذي كان مسؤولا عن البحث عن المواهب في النادي خارج منطقة العاصمة باريس، عن الحاجة إلى “المزيد من التنوع” في صفوفه، وعدم الاكتفاء باللاعبين الأفارقة أو المتحدرين من جزر في البحر الكاريبي.
إلا أن ذلك لم يلق استحسان مسؤول البحث عن المواهب في منطقة العاصمة، بيار رينو، والذي شدد على ضرورة أن يكون ضم الشبان مستندا إلى “الموهبة وليس العرق”.
وذكرت “ميديا بارت” أنه وبعد تلقي قسم الموارد البشرية في النادي شكاوى بهذا الشأن، استدعت إدارة النادي الباريسي وسترلوب – المرتبط حاليا مع نادي رين -، لكن المسؤول السابق نفى بشدة الاتهامات.
من جانبه، أكد فريق سان جرمان إنه لم يتخذ إجراءات عقابية في حينه لأن الاتهامات بحق وسترلوب أو غيره لم يتم دعمها بأدلة.

صدمة عميقة
وفي تعليق على القضية، أعرب أوليفييه ليتانغ، الرئيس الحالي لرين والذي كان يشغل منصب المدير الرياضي في سان جرمان، عن شعوره بـ “صدمة عميقة”، مؤكدا أن معايير جذب المواهب كانت تقوم على البحث عن “أفضل الشبان بهدف إيصالهم إلى الفريق الأول”.
وأعادت هذه القضية التذكير بقضية مشابهة كشفها موقع “ميديا بارت” في 2010، وتعود لنقاش حول الحصص العرقية في الفئات العمرية للأندية. وأشار الموقع في حينه إلى أن المسؤولين عن كرة القدم المحلية، كانوا يعتقدون بوجود “الكثير من السود والعرب، وليس ما يكفي من الفرنسيين”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة