الغضب التلاميذي مستمر.. مسيرات ووقفات احتجاجية

تضاعفت حدة الاحتجاجات التلاميذية على الساعة الإضافية (توقيت غرينيتش + ساعة)، صباح اليوم الاثنين، مع أول يوم اعتمد فيه الزمن المدرسي الجديد، الذي اعتمدته الأكاديميات الجهوية للتربية الوطنية.
ولم تعد الاحتجاجات التلاميذية تقتصر على الاحتجاج داخل المؤسسات التعليمية، بل انتقلت إلى الشوارع، في مسيرات تضم تلاميذ مؤسسات مختلفة، ووقفات احتجاجية في أماكن عمومية مختارة، حسب كل مدينة، إضافة إلى وقفة كبرى أمام البرلمان.
وحاولت إدارات المؤسسات التعليمية، بتنسيق مع جمعيات أباء وأمهات وأولياء التلاميذ إقناع التلاميذ باستئناف الدراسة، على أساس مناقشة المشاكل، التي يمكن حلها على مستوى المؤسسة أومحليا وإقليميا، وترك مسألة الساعة الإضافية لفدرالية جمعيات الآباء والأولياء للنضال من أجل إيجاد حلول لها على المستوى الوطني، بالتنسيق مع المؤسسات المختصة، مثل البرلمان، حيث استطاعت إقناع البعض الذين التحقوا بالدراسة، فيما فضل آخرون الاستمرار في الاحتجاج.
وفي هذا الإطار، قال نور الدي عجوري، رئيس فدرالية جمعيات الآباء والأولياء، إن الضرورة تستدعي الإنصات للمحتجين، من التلاميذ والتلميذات، لمعرفة أسباب ودواعي الاحتجاج، مشيرا إلى أن جلسة مع حوالي ألف تلميذ وتلميذة من المحتجين، اليوم، في مراكش، كشفت أن أسباب الاحتجاج تختلف بين فئتين، الأولى ترفض الساعة الإضافية رفضا قاطعا، وهذه المشكل لا حل لها إلا على المستوى المركزي، عن طريق البرلمان، وفئة ثانية، طرح لها التوقيت الجديد مجموعة من المشاكل، وهي الفئة التي يجب الإنصات لها، وحل مشاكلها.
وأوضح عكوري، في تصريح لـ”إحاطة.ما”، أن من بين المشاكل المطروحة للفئة الثانية بعد السكن عن المؤسسة التعليمية، حيث يتطلب الوصول أو العودة من المنزل إلى المؤسسة التنقل عبر وسيلتي نقل، وما يترتب عن ذلك من تأخر وصعوبة إيجاد وسائل النقل، خاصة بعد اعتماد التوقيت الجديد، حيث غالبا ما يجد التلاميذ صعوبة سواء في الالتحاق بمؤسساتهم التعليمية أو العودة إلى المنزل.
وطالب عكوري التلاميذ بالالتحاق بالأقسام، ومتابعة الدراسة، وفتح حوار معهم، لمعرفة مشاكلهم، التي طرحت مع التوقيت الجديد، وإيجاد حلول لها، موضحا أن الساعة الإضافية أطهرت مشاكل أخرى يجب الانتباه إليها، عبر فتح حوار جاد مع التلاميذ والتلميذات، خاصة أنها مطالبهم معقولة، ويمكن التغلب عليها، وحلها.
ووجه عكوري نداء إلى التلاميذ، مشيرا إلى أن مكانهم الطبيعي هو القسم، وعدم إضاعة السنة الدراسية، خاصة أن الفترة المقبلة فترة الفروض (المراقبة المستمرة)، وأن النظام الجديد لا يتساهل في هذه المسألة، خاصة ان الفروض خاضعة لمراقبة “مسار”، ولا بد من استئناف الدراسة، وفي المقابل يضيف أن مسألة التوقيت الجديد سيكون محط نقاش في المؤسسات الخاصة بذلك، مثل البرلمان.
وجدير بالإشارة إلى أن بعض المؤسسات تسير فيها الأمور بشكل عاد، فيما جل المؤسسات قاطع التلاميذ الدراسة، وأخرى فضل بعضهم الالتحاق بالفصول الدراسية أمام مقاطعة جل زملائهم.
وسجل متتبعون أن بعض المدراء، الذين فشلوا في إقناع التلاميذ بالالتحاق بالأقسام، أخرجوا التلاميذ من ساحات المؤسسة إلى الشارع، للتخلص من المشكل، ورمي التلاميذ إلى المجهول، حيث يدفعهم إلى تنظيم مسيرات والالتحاق بمؤسسات تعليمية أخرى، والسير أو التجمهر في الشارع العام ما يهدد حياتهم، كما يفتح المجال أمام تجخل القوات العمومية، ما يطرح أكثر من علامة تساؤل حول الدور التربوي والتأطيري لهؤلاء المدراء والمسؤولين، حيث شعارهم أنا وبعدي الطوفان.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة