في انتظار التفاتة مغربية.. فرنسا تطلق اسم الشهيدة ثريا الشاوي على شارع رئيسي يؤدي إلى مطار دولي

أطلقت السلطات الفرنسية اسم الطيارة المغربية ثريا الشاوي، أول ربانة في تاريخ الطيران العربي والإفريقي، خلال الخمسينات من القرن الماضي، على  شارع رئيسي مؤدي إلى مطار “أولنات” الدولي القريب من مدينة “كليرمون فيرون”.
ويأتي إطلاق اسم ثريا الشاوي على الشارع الرئيسي كخطوة ذات دلالة كبيرة، في وقت لم تفكر فيه السلطات المغربية في إطلاق اسم هذا الفتاة المغربية النادرة، التي اغتيلت في سن 19 عام، رغم مطالب كثيرة بتخليد اسمها ومنحه لأحد مطارات المملكة.
وقال صلاح الشاوي شقيق ثريا في تصريح لـ”إحاطة.ما” إن قرار السلطات الفرنسية أسعد الأسرة كلها، وأنه يأتي بعد مرور أكثر من نصف قرن على حادث اغتيالها المبهم بالرصاص يوم 02 مارس سنة 1956.
وأضاف صلاح الشاوي إنه يأمل أن يشجع هذا القرار، الذي اتخذه المجلس الجماعي لمقاطعة “أولنات” سنة 2014، قبل أن يجري تطبيقه لاحقا، بأن يشجع السلطات المغربية على إطلاق اسم الطيارة المغربية على أحد مطارات المملكة.
وولدت ثريا الشاوي بمدينة فاس سنة 1932، واستطاعت ولوج تعلم الطيران بمدرسة تيط مليل بالدار البيضاء، التي انتقلت إليها كل العائلة. وكانت ثريا لا تزال في 16 من عمرها حين ولجت تلك المدرسة، وكان من الصعب وضع فتاة مغربية وحيدة وسط مدرسة محفوظة للنخبة الفرنسية بالإضافة إلى الإسبان والإيطاليين.
نجحت ثريا الشاوي في امتحان الكفاءة لقيادة الطائرات بعيد حصولها على شهادة الطيران سنة 1951، وكان أول ما فعلته قيادة طائرة من نوع “بيبر” وقطعت المسافة بين الرباط والدارالبيضاء. وعادت أدراجها إلى مطار تيط مليل، حيث أقام لها النادي الجوي للأجنحة الشريفة حفلا تقديرا لفوزها. وذكرت الصحف العالمية هذا الحدث. وتلقت ثريا تهاني من العديد من المنظمات النسائية، كما تلقت صورة موقعة من الطيارة الفرنسية جاكلين أوريول. واستقبلها الملك الراحل محمد الخامس بالقصر لتهنئتها وبرفقته الأميرات للا عائشة وللا مليكة.
حينما عاد محمد الخامس من منفاه، شاركت في احتفالات الترحيب التي عمت المغرب، وذلك من خلال رمي أوراق ملونة من الجو في كل المسافة بين الرباط وسلا من خلال طائرة ذات محرك الواحد، فوق موكب محمد الخامس ابتداء من مطار الرباط سلا، حتى قاربت القصر الملكي بالرباط ورمت المناشير هناك.
أسست أول مدرسة للطيران العسكري والمدني بالمغرب، واختارت رمز الطيران المغربي الذي لا يزال كما هو إلى اليوم، مثلما حررت كتابا بالتنسيق مع وزارة التجهيز والنقل لتعلم الطيران باللغة العربية.
تعرضت ثريا لثلاث عمليات اغتيال من طرف ميلشيات فرنسية، ونجت في كل مرة، إلى أن جرى قتلها قبل يوم واحد من استقلال المغرب سنة 1956، ويعتقد أن أحمد الطويل الذي كان منضويا تحت إحدى الميلشيات المسلحة، وراء هذا الحادث.

جنازة الشاوي

ثريا

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة