الطفولة المغربية في خطر

دقت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان ناقوس الخطر حول الوضعية التي تعاني منها الطفولة بالمغرب خاصة أنهم ضحايا الوفيات المبكرة والهدر المدرسي والاستغلال في عالم الشغل وتنامي نسب المتشردين منهم.

وكشفت الرابطة الحاصلة على المركز الاستشاري الخاص لدى الأمم المتحدة ECOSOC في بلاغ اليوم العالمي للطفل 2018 أن المغرب يحتل مراتب متأخرة لوفيات الأطفال أقل من 5 سنوات بسبب الأمراض المختلفة والنقص الحاد في التغذية رغم التراجع البسيط في نسبة الوفيات.

ويؤكد هذا، وفق الرابطة، تدهور وضعية وفيات الاطفال حيث أن معدل وفيات الأطفال المغاربة دون سن الخامسة بلغ حوالي 36 وفاة عن كل ألف ولادة حية ويعاني نحو 10 في المائة من أطفال المغرب من الهزال الشديد والمتوسط، ويعاني نحو 22 في المائة من الأطفال من النمو المتعثر، في حين يعاني حوالي 2 في المائة من الأطفال دون سن الخامسة من نقص في الوزن وبلغ معدل وفيات الرضع أقل من سنة نحو 30 وفاة عن كل ألف ولادة حية مع ارتفاع نسبة وفيات الامهات عند الولادة.

وأشارت في بلاغ لها الى ارتفاع نسب الهدر المدرسي حيث أن نسبة 10 في المائة من الأطفال الذين يبلغون السن المخولة لهم للالتحاق بالتعليم الابتدائي لم يلتحقوا قبل ثلاث سنوات، وسجلت التقارير الدولية أن 13 في المائة من الأطفال المغاربة لم ينتقلوا إلى مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي لأسباب مختلفة، في حين أن عددا من الدول العربية استطاعت أن تحارب الهدر المدرسي وسجلت نسبا أقل من المغرب، مثل الجزائر وتونس والسودان لا تتعدى نسبة الهدر بها أكثر من 4 في المائة ، أن نسبة التحاق التلاميذ بالثانوي لم تتجاوز قبل ثلاث سنوات نسبة 34.5 في المائة.

وسجلت المعطيات الرقمية الواردة في تقرير اليونسكو، أن معدل الأطفال الذين لا يلتحقون بالمدارس قبل الابتدائي بلغ نحو 20 في المائة بالنسبة للذكور ونسبة 47 في المائة بالنسبة للإناث.

في نفس السياق أكدت الرابطة أن الالاف من الأطفال يتم الزج بهم في عالم الشغل واستغلالهم في أعمال مضرة بنموهم وصحتهم في غياب أي حماية أو مراقبة قانونية حيث أن 8 في المائة من الأطفال المغاربة يزاولون أعمالا دون أن يستفيدوا من حقهم في اللعب والدراسة والتمتع بفترة الطفولة التي يعيشونها، ويشكل الإناث نفس النسبة مقارنة مع الذكور مع استمرار استغلال الفتيات في المنازل الخاصة وتعرضهن للعنف الجسدي واللفظي والعزل وعملهن ساعات طوال (100 ساعة أو أكثر أسبوعياً) دون راحة أو عطل، مضافاً إلى ذلك الحرمان من التعليم، وقلة الطعام أو الرعاية الطبية أحياناً.

كما سجلت الرابطة تنامي ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال وصمت الحكومة المغربية عن السياحة الجنسية وعن حالات الاعتداء الجنسي على الاطفال من طرف اشخاص ذوي نفوذ, اضافة الى تنامي أطفال الشوارع وهم عرضة لكافة أنواع سوء المعاملة وتنامي ترويج المخدرات وسطهم., وأيضا ازدياد عدد الاطفال ضحايا الهجرة السرية.

وامام هذا الوضع الذي وصفته الجمعية ب “المأساوي وتزايد الهوة بين اطفال الاغنياء وبين اطفال الفقراء , طالبت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الانسان ب”تنفيذ التوصيات والملاحظات الأممية المتعلقة بالطفل1989 .

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة