الفيلم الصيني “أيام الاختفاء”.. حكايات طفولية بين الحقيقة والذاكرة

يسلط الفليم الصيني “أيام الاختفاء” للمخرج الشاب جو شين، الضوء على يوميات فتاة مراهقة تعيش بين واقع ترفض الانصياع لقواعده وقصص تكتبها لتسافر معها حيث تريد أن تكون.

وفي أحد أيام الصيف الحارة والرطوبة الخانقة التي تسبق هطول المطر، على الساحل الشرقي للصين، يبدأ المخرج جو الشين المشاهد الأولى من فيلمه حول أسرة الفتاة سينلين ذات الأربعة عشر ربيعا، والتي تحاول فرض نمط حياة معين على هذه الأخيرة، يقيد حريتها في التفكير واختيار ما تريد.

وفي أحد الأيام، يغادر والد الفتاة سينلين المنزل في رحلة عمل، مما يشعرها بوجود أمر غامض في رحيله المفاجئ، فتقوم بملاحقته لتقع بعدها في نافورة مياه ستكون فيما بعد السبب الذي ستستوحي منه قصصها الطفولية الغامضة التي تشعر المشاهد بنوع من الفضول والتوتر في نفس الوقت.

عندما تعود سينلين إلى المنزل، ستتفاجأ بزيارة الخالة كيو، صديقة والدتها القديمة، والتي تؤمن بالأساطير هي الأخرى، حيث ستنسج سينلين بين قصص الخالة كيو مع زوجها المتوفي منذ عشر سنوات، والتي أسمتها “في ليلتي الأخيرة على المنطاد”، وبين الحكايات التي تجول في ذاكرتها واختار لها المخرج الصيني أن تكون داخل جزيرة مهجورة.

تشعر سينلين بعلاقة قوية بينها وبين الخالة كيو، لم تشعر بها مع والدتها التي تحاول حصر حريتها داخل الواجبات المنزلية من باب الخوف عليها، لكن التمرد الذي وجدته مع صديقة والدتها فتح لها الأبواب لتصور لنا مشاهد إبداعية وظف فيها المخرج جو شين عاملي الصوت والصورة بطريقة محترفة.

وبغض النظر عن حقيقة تلك الأساطير والحكايات، في يوميات سينلين الصيفية، وعن التصور المعقد لبعض المشاهد غير مفهومة على الشاشة الكبيرة، إلا أن المخرج الشاب استطاع أن ينسج حكايات طفولية سردية وذاكرة مشوشة، خلقت للمشاهدين عالما شاعريا وسحريا يشبه كثيرا في تفاصيله حلم اليقظة.

وفي تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، قال المخرج الصيني جو شين، إنه من الصعب أن تلعب طفلة بطولة فيلم، لكنه يريد أن يروي عن حكايات الأطفال، وعن تقدمهم في العمر وتغير أفكارهم، مبرزا أن صغر سنه ساعده كثيرا في الرؤية الإخراجية لفيلم “أيام الاختفاء” وأنه “ليس من السهل صناعة فيلم للأطفال وهو ما حفزني أكثر”.

وعن سؤاله حول فكرة الفيلم، أضاف المخرج الصيني أن المدينة التي يعيش فيها متنوعة ومتغيرة مناخيا، من حيث الجبال والأنهار والبحيرات، الأمر الذي ساعده في استلهام فكرة الفيلم، موضحا أنه مزجها بالذاكرة الطفولية العالقة بذهنه حول تلك التضاريس المناخية.

وحاز جو شين (20 سنة)، خريج الأكاديمية الصينية للفنون على جائزة الابتكار في مهرجان جيمي أمفيبيا السينمائي للشباب عن فيلمه القصير “مجتمع ووشان”، ويعد فيلم “أيام الاختفاء” أول فيلم روائي طويل له.

ويتنافس “أيام اختفاء” (أربعة وتسعون دقيقة)، الذي عرض صباح اليوم الأربعاء بقصر المؤتمرات بمراكش، على جائزة النجمة الذهبية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته ال17.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة